تخيل لو أن هنالك روبوتات صغيرة الحجم لدرجة يمكن لمليارات منها أن تملأ ملعقة شاي صغيرة؟ وصممت خصيصاً لتسبح في دماء المرضى؟ شاهد هذا الإختراع العجيب الذي توصل إليه علماء الطب
هذا ما تقوم عليه تكنولوجيا "النانو" أو "nanotechnology" التي استوحيت هذه الروبوتات منها، والتي يتم إدخالها بأشد الأجزاء حساسية في الجسد البشري، الدماغ والقلب.
ويقوم جيش من هذه الروبوتات بحقن الأدوية في المناطق المصابة بدرجة عالية من الدقة داخل جسم الإنسان.
وعمل المهندس الميكانيكي براند نيلسون مع فريقه من المعهد الفدرالي السويسري على مدى عقد من الزمان، لاختراع روبوتات ضئيلة يمكن توجيهها داخل الأجساد البشرية باستخدام حقول مغناطيسية من خارج أجسامهم.
أول من اقترح مبدأ "ابتلاع الجرّاح" كان الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، ريتشارد فينمان، الذي طرح الفكرة الأولية لتكنولوجيا "النانو" في محاضرة ألقاها عام 1959.
وأشار فينمان حينها إلى "إمكانية إدخال جرّاح ميكانيكي داخل الأوعية الدموية، ليتعرف تلقائياً على الوريد أو الشريان المتضرر، ويخرج سكيناً ويبدأ العمل على إصلاحه".
ولكن الروبوتات الحديثة هذه قد لا تملك سكيناً الآن، إلا أنها تتمتع بشكل مميز استوحي من بكتيريا الإيكولاي، والذي يمكنها من التحرك بشكل سهل في جسم الإنسان.
كما تمت تجربة هذه الروبوتات في أشد الأماكن حساسية، عين الإنسان، إذ سبحت هذه الروبوتات في السائل الذي يملأ العين، بتسميته العلمية vitreous humor، وحقن الشبكية بدواء مخصص لعلاج بعض الأمراض المرتبطة بالتقدم بالسن، مثل التحلل العضلي الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعمى.
ويأمل العلماء بأن تساعد هذه التكنولوجيا العلماء في الوصول إلى المناطق الأكثر دقة والتي تكون فيها نتائج أي خطأ عالية، مثل الدماغ والمسالك البولية الدقيقة والشعيرات الدموية، إذ يمكن أن تخصص روبوتات بقطر يتراوح من 2-3 مليمتر لهذه الحالات.
ورغم أن هذه التكنولوجيا تتطلب الكثير من التدريب والتطوير على يد الجراحين لاستخدامها بشكل اعتيادي في غرف العمليات، إلا أن البعض يأمل بأن تشكل هذه الروبوتات الحل الأمثل مستقبلاً لعلاج الأورام السرطانية.
وهنالك آمال في استخدام هذه الروبوتات خارج إطار طبي، إذ يمكنها أن تحل كوارث طبيعية كبيرة، مثل تسرب النفط أو استخراج الأجسام الملوثة للمياه.
CNN
طباعة
ارسال