بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ المُشاركةَ في النشاطات العائليَّة بشكلٍ مُنتظم يُفيدُ الصحَّةَ الاجتماعيَّة والنفسيَّة عند الصِغار؛ وكُلَّما تكرَّرت هذه النشاطاتُ العائليَّة، كان الأمرُ أفضل.
تُعرَّف الصحَّةُ الاجتماعيَّة النفسيَّة بأنَّها القُدرةُ على فهم الانفعالات والتعبير عن التعاطف وضبط النَّفس وتكوين علاقات طيِّبة مع الآخرين من الأطفال والبالغين.
تفحَّص باحِثون بيانات زوَّد بها آباء حولَ ما يقرُب من 8550 من الصِّغار في الولايات المُتَّحِدة، وذلك من أجل تقييم عدد المرَّات التي يقوم بها الأطفالُ بأشياء مع عائلاتهم عادةً، مثل تناول العشاء والغِناء وقراءة الكُتب واللعب وسرد القِصص.
وصلت نسبةُ الأطفال، الذين شاركُوا بشكلٍ مُنتظم في 3 أو أكثر من النشاطات العائليَّة، إلى 57 في المائة؛ وأكثر من 16 في المائة من الأطفال كان لديهم مستوياتٌ عالية من الصحَّة الاجتماعية النفسيَّة.
كما وجد الباحِثون أيضاً أنَّ الأطفالَ، الذين شاركُوا في 5 نشاطات عائليَّة بشكلٍ مُنتظم، كانوا أكثرَ ميلاً بما يتجاوز الضعفَين لتمتُّعهم بمستوياتٍ عالية من الصحَّة الاجتماعِيَّة النفسيَّة.
إضافةً إلى هذا، وبالنسبة إلى كلِّ نشاط إضافيّ قام فيه الآباء والأطفال معاً، كان الطفلُ أكثرَ ميلاً بنسبة 50 في المائة تقريباً لأن يتمتَّعَ بمستوى عالٍ من الصحَّة الاجتماعيَّة النفسيَّة.
قالت المُشرِفةُ على الدِّراسة الدكتورة إليسا مونيز، اختصاصيَّة التطوُّر والسُلوك عند الأطفال لدى مركز مستشفى برونكس-لبنان: "ترافقت المستوياتُ العالية من الصحَّة الاجتماعيَّة النفسيَّة مع أداء مدرسيّ أفضل بكثير، ومع تحسُّن في السلوك ضمن بيئة المدرسة".
"تُشيرُ نتائجُ دراستنا إلى أنَّ الصحَّةَ الاجتماعية النفسيَّة تكون جيِّدةً جداً عند الآباء الذين لديهم صغارٌ في مرحلة ما قبل المدرسة؛ والذين يُمارسون بشكلٍ منتظم نشاطات عائليَّة مع بعضهم بعضاً. ولهذا السَّبب، نحن نُشجِّعُ العائلات على الغِناء والقراءة واللعب وتناول الطعام مع بعضهم بعضاً وبشكلٍ مُنتظم".
قال الباحِثون إنَّ المُشاركةَ في نشاطاتٍ عائلية مُنتظَمة يُمكن أن تمنح الأطفالَ شُعوراً بالأمان والانتماء إلى العائلة.
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال