الغيبوبة الاصطناعية هي عملية تخدير الجسم لفترة أطول من المعتاد بغرض الحفاظ على حياة المصاب بحادث خطير. المراد من الغيبوبة تخفيض الضغط داخل الدماغ والحفاظ على النسبة الطبيعية لاستهلاك الدماغ من الأوكسجين.
وهي الحالة التي يعيشها بطل العالم في سباق سيارات فورمولا – وان، ميشائيل شوماخر بعد إصابته بحادث خلال تزلج في إحدى المنتجعات الفرنسية في نهاية شهر ديسمبر الماضي.
فعند الإصابة بالرأس مثلاً يتورم الدماغ، حاله حال أجزاء الجسم الأخرى، ويقوم الأطباء بتخفيض درجة حرارة الجسم إلى درجة بين 32 و 35 درجة مئوية، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل عملية الأيض والحفاظ على نسبة استهلاك الأوكسجين في الدماغ، فتقليل نسبة الأوكسجين ممكن أن يؤدي إلى موت الخلايا العصبية في الدماغ.
عملية إيقاظ المريض من الغيبوبة الاصطناعية تعتمد على حالة المريض ومدى الإصابة. فبعض المرضى يستيقظون بعد أيام من الغيبوبة والبعض الآخر يحتاج إلى أسابيع.
وفي حالة وصول الضغط داخل الدماغ إلى حالة طبيعية، يمكن حينها رفع التخدير الاصطناعي عن الجسم تدريجياً، ليرجع الجسم إلى حالته الطبيعية ويقوم بتعديل عملية التنفس وعمليات الجسم الأخرى.
• خطورة على حياة المريض:
الخطورة من حدوث إصابات جانبية ترتفع كلما طالت مدة الغيبوبة، مثل الجلطة والالتهاب الرئوي أو الخلل في نبضات القلب، كما تضعف الغيبوبة من العضلات ومن النظام المناعي للجسم.
يتنفس المريض حين يرقد في غيبوبة اصطناعية عن طريق أنابيب تنقل الأوكسجين إلى رئتيه، ولكنها تحول دون قدرته على السعال.
وهذه من الأمور العادية التي يقوم بها جسم الإنسان لمساعدة الرئتين على التخلص من المخاط وبعض مسببات الأمراض، وإذا لم يحدث ذلك فيمكن أن تصاب الحويصلات الرئوية أو نسيج الرئة بالتهابات.
وبما أن النظام المناعي لجسم الإنسان يضعف كثيراً خلال الغيبوبة فإن مقاومته للأمراض تضعف ويصبح أكثر عرضة للإصابة بها.
• التهاب الرئة وخطره على الحياة:
أما مدى خطورة الالتهاب الرئوي، فإنه يتعلق بعدة عوامل منها بالبكتيريا التي سببت الالتهاب، أو فيما إذا كان ناتجاً عن تناول مضادات حيوية أو أدوية أخرى.
كذلك الحمى التي يصاب بها المريض تؤثر عليه أيضاً وتسبب التهاب الرئة مما ينعكس على عمل أعضائه الداخلية ودورته الدموية.
ومع مرور الوقت تتراجع حالة المريض وتتأثر أعضاؤه الداخلية إلى أن يتوقف بعضها عن العمل. وبالتالي فإن التهاب الرئة يمكن أن يكون مرضاً خطيراً يهدد حياة من يرقد في الغيبوبة وخاصة من يعاني من ضعف في الجهاز المناعي، إذ يتوفى من 3 إلى 4 بالمائة من المرضى الذين يصابون بالتهاب الرئة، وهي من أكثر الإصابات التي تؤدي إلى الوفاة في غربي أوروبا.
أما بالنسبة لمدة الغيبوبة الاصطناعية، فإنها تتراوح بين عدة أيام وعدة أسابيع بحسب إصابة المريض، وحين يستيقظ المريض من الغيبوبة يتم خفض كمية الأدوية التي يتناولها بالتدريج وتعود أعضاؤه الداخلية إلى العمل بشكل طبيعي من تلقاء نفسها وبالتدريج أيضاً.
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال