أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ المزيدَ من الأطبَّاء في الولايات المتّحدة يُفضِّلون استخدامَ القثطرة القلبية عبر المعصم, بدلاً من الناحية الأُربيَّة (المنطقة أعلى الفخذ), عند مُحاولتهم فتح شرايين القلب المسدودة.
ويعود هذا إلى أنَّ الدخولَ إلى الشريان الكعبري في المعصم يرتبط مع مُضاعفات نزفيَّةٍ أقلّ، مُقارنةً مع السبيل التقليديّ عبر الشريان الفخذيّ في منطقة الأُربيّة (الناحية أعلى الفخذ), وفقاً لما بيَّنته الدراسة.
قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتور ديمتري فيلدمان، الأستاذ المُساعد في الطبّ لدى كليّة ويل كورنيل الطبيّة: "تُدرَّس وتُستخدم طريقةُ الشريان الفخذيّ بشكل تقليديّ في الولايات المتّحدة لعمليّة رأب الأوعية التاجيّة, بينما تُستخدَم الطريقة عبر الشريان الكعبري بشكل أوسع في أوروبا".
يُسمَّى فتح الشريان التاجي رأبَ أو توسيع الوعاء التاجي عن طريق الجلد أو رأب الأوعية التاجيّة.
درس الدكتور فيلدمان وزملاؤه بياناتٍ حول ما يقرُب من 3 ملايين إجراءٍ لفتح الشريان، ووجدوا أنَّ المُضاعفات النزفية حدثت عند حوالي 3 في المائة من إجراءات الشريان الكعبري, مُقارنةً مع حوالي 6 في المائة من إجراءات الشريان الفخذيّ.
قال مُعدّو الدراسة إنّ الاستخدامَ الأوسع للقثطار عن طريق المعصم استطاع تحسينَ سلامة عمليات توسيع الشريان. تُعدُّ المُضاعفاتُ النزفية مسألةً مهمَّة في تلك الإجراءات، لأنّ المرضى يتناولون عادة مُميّعات الدّم التي تجعل من الصعب إيقاف النزف بعد الإجراء الجراحيّ.
وقال الباحِثون إنَّ الشريان الكعبري أصغر وأقرب إلى سطح الجلد مُقارنةً مع الشريان الفخذيّ, ممّا يجعل الأمر أكثر سهولة من ناحية منع أو وقف النزف.
حلَّل فريقُ الباحثين إجراءات فتح الشريان التي أُجرِيت في حوالي 1400 مركز طبّي أمريكيّ بين العامين 2007 و 2012. وعند نهاية العام 2012, وصلت نسبةُ الإجراءات التي نُفِّذت عن طريق شريان المعصم الكعبري إلى واحد من كل 6 إجراءات؛ وتُعدُّ هذه زيادة بمقدار 13 ضعفاً بين العامين 2004 و 2007, حيث نُفِّذ أقلّ من إجراء واحد عن طريق الشريان الكعبري من كل 50 إجراء لرأب الأوعية التاجية.
وجد الباحِثون أنَّ الفوائدَ الأكبر لرأب الأوعية التاجيّة عن طريق شريان المعصم لُوحِظت عند المرضى الذين لديهم زيادةٌ في الخطر, مثل الذين تجاوزوا الخامسة والسبعين من العُمر, أو النساء والمرضى الذين لديهم متلازمات تاجيّة شديدة. لكن قال مُعدّو الدراسة إنَّ هؤلاء المرضى هم الأقل ميلاً للخضوع إلى إجراء القثطرة عن طريق المعصم.
وجد الباحِثون أيضاً أنّ استخدامَ رأب الأوعية التاجيّة عن طريق الشريان الكعبري ينتشر بشكل كبير في المعاهد والمراكز الأكاديميّة في نيو إنغلاند، مُقارنةً مع مراكز أخرى في الولايات المتّحدة.
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال