قد يعتقد الأشخاصُ البدينون أو غير اللائقين بدنياً، في العقد الرابع أو الخامس من العُمر, أنَّه فات الأوانُ للبدء في اكتساب الياقة البدنيَّة. لكن، وجد بحثٌ جديدٌ أنَّ الحصولَ على شكلٍ لائق للبدن في منتصف العُمر يُقلِّل من احتمالات مواجهة فشل القلب بعد سنوات قادمة.
قال الباحثون: "ليس هناك عمرٌ معيَّن للحصول على اللياقة البدنيَّة.. اللياقةُ عاملُ مهم للوقاية من فشل القلب, لكن إذا كان الشخصُ لا يمتلك اللياقةَ في منتصف عمره وبدأ في تحسينها عبر السنين، وتمكَّن من الحصول على مظهرٍ بدني أفضل, سينخفض خطرُ إصابته بفشل القلب".
يحدث فشلُ القلب عندما لا يستطيع القلبُ ضخَّ ما يكفي من الدَّم إلى أنحاء الجسم؛ وهو يزداد مع ازدياد أعداد الناجين من نوبات القلب والأشخاص الذين يعيشون لفتراتٍ أطول مع إصابتهم بأمراض القلب.
قال الباحثون: "إنَّ فشلَ القلب من أكثر الأسباب شيوعاً لدخول البالغين من كبار السنِّ إلى المستشفيات وتكرار دخولهم إليها.. يُصيب فشلُ القلب شخصاً واحداً من بين كلِّ خمسة بالغين خلال فترة الحياة".
تقول المراكزُ الأمريكيّة لمُكافحة الأمراض والوقاية منها إنَّ حوالي نصف الأشخاص، الذين لديهم فشلٌ في القلب, يقضون نحبَهم خلال خمس سنوات بعد تشخيص الحالة.
"لكن، وفي حالاتٍ عديدة, يُمكن الوقاية من فشل القلب عن طريق الحفاظ على صحَّة القلب والأوعية وضبط عوامل الخطر الخاصة به. تُشير نتائجُ هذا البحث إلى أنَّ تحسينَ مستويات اللياقة المتعلِّقة بالقلب والأوعية قد يكون طريقةً فعَّالة للتقليل من فشل القلب".
• الدراسة:
قيَّم الباحثون مستويات اللياقةَ البدنيَّة عند أكثر من 9 آلاف رجل وامرأة في منتصف العمر (متوسِّط العمر 48 عاماً)، خضعوا جميعهم إلى الفحص مرَّتين, بفترة زمنية وصلت إلى 8 أعوام بين الفحصين.
بعد 18 عاماً من المتابعة, طابق الباحِثون النتائجَ مع المُتطلَّبات الطبيَّة لدخول لمستشفى نتيجة فشل القلب.
وجد الباحِثون أنَّ الأشخاصَ، الذين لم يكونوا لائقين بدنياً في بداية فترة الدراسة, واجهوا زيادةً في خطر فشل القلب بعد بلوغهم 65 عاماً. لكن بالنسبة للأشخاص الذين تحسَّنت لياقتهم نتيجة الفحوصات, انخفض خطرُ فشل القلب لديهم لاحقاً مُقارنةً مع الذين بقيت لياقتهم أدنى.
استخدم الباحِثون اختبارَ جهاز السير أو البساط المتحرِّك من أجل قياس ما يُسمَّى "المُعادِلات أو المكافئات الأيضيّة"؛ ووجدوا أنَّ خطرَ فشل القلب انخفض بنسبة 20 في المائة لكل تحسُّن في المُعادِلات الأيضيّة.
قال الباحثون: "إذا تمكَّن شخصٌ في العقد الرابع من عمره من تحسين الزمن الذي يحتاج إليه إلى قطع مسافة ميل واحد عن طريق الهرولة من 12 دقيقة إلى 10 دقائق, سيحصل على زيادة بمعدَّل نقطتين في المُعادِلات الأيضيَّة، وسينخفض خطرُ فشل القلب بنسبة 40 في المائة".
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال