رغم أنها ليست بشهرة اضطراب ضعف الشهية أو حتى النهام العصبي، إلا أن اضطرابات عدم التعامل السليم مع الطعام لها الحصة الأكبر من المصابين، الذين لا يستطيعون التفكير بشيء آخر غير الطعام حين يشعرون بالجوع.
تبلغ نسبة المصابين بهذا النوع من الاضطراب حوالي 15% من جميع المضطربين غذائياً. ورغم عدم شهرته مقارنة باضطراب قلة الشهية أو عدمها، إلا أن الأسباب غالباً ما تتشابه، إذ يربط المصابون بهذه الاضطرابات الأكل بالمشاعر، ويحاولون من خلال تناولهم الطعام أو عدمه القضاء على همومهم وضغوطاتهم وملء الفراغ الداخلي الذي يشعرون به.
ويعاني هؤلاء من نوبات تصيبهم بالعادة عدة مرات في الأسبوع الواحد، حيث يلتهمون فيها كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير لعدم سيطرتهم على أكلهم.
لذا، فإنهم يدمنون الأكل، وليس للجوع أو الشهية أو المتعة دور في هذا.
• الدوران في حلقة مفرغة:
ما إن تشبع هذه الرغبة حتى يسود الهدوء ولا يتبقى سوى الإحساس بالذنب والندم واليأس. وبما أن الأمر خارج عن إرادتهم وللقضاء على هذه المشاعر السلبية، يعودون إلى التهام المزيد من الطعام وهكذا.
وفي هذه الحلقة المفرغة يدور المصابون بهذا الاضطراب، وهنا تكمن المعضلة... إنقاص الوزن وحده ليس بحلٍ، فعدم السيطرة على الذات غالباً ما يشير إلى مشاكل نفسية، إذ يحاول المصاب كبت شيء آخر لا يعيه غالباً، وله في الغالب صلة بنظرته وتقييمه لذاته، قد يكون أيضاً لتاريخه وأحداث ماضيه المكبوته أثراً في هذا الاضطراب أيضاً.
حوالي 40% من المصابين بدينون، العلامة الواضحة على هذا النوع من الاضطرابات هي نوبات الأكل المتكررة لدى المصابين، إضافة إلى تصور سلبي جداً لأجسادهم وانتقائهم لمحيطهم الاجتماعي واضطرابات نفسية كالاكتئاب.
• ربط المعدة ليس حلاً:
الدكتور مين سيوب سون، الطبيب في مستشفى يوهانيتر في بون، يؤكد مناسبة هذه العملية لمعالجة الوزن الزائد، لا الاضطراب ذاته.
ويوضح "العملية ليست علاجاً، بل تقتصر فعاليتها على السمنة، التي هي من تبعات هذا الاضطراب، لكن حل الاضطراب ذاته هو العلاج النفسي، ولذا فلا بد من متابعة الأخير حتى بعد عملية ربط المعدة".
إذا ما استمر المريض بتلقي العلاج النفسي وإرفاقه بالالتزام بالتعاليم الغذائية، فإن فرصته بتجاوز اضطرابه وتحقيق حياة أفضل كبيرة.
دويتشه فيله
طباعة
ارسال