الأطفالُ الذين يتجنَّبون المواقفَ التي تُسبِّبُ الخوفَ هم أكثر ميلاً للإصابة بالقلق, وفقاً لما قاله باحِثون طوَّروا طريقةً جديدة لتقييم سلوك التجنُّب (أو التفادي) عند الصِّغار.
اشتملت الدراسةُ التي أجراها باحِثون من مايوكلينيك على أكثر من 800 طفلٍ تراوحت أعمارُهم بين 7 إلى 18 عاماً؛ واستخدموا فيها نموذجين من الاستبيانات يتألَّف كلُّ واحد منهما من ثماني أسئلة موجَّهة للآباء، ومثلها مُوجَّه للأطفال.
كانت الأسئلةُ المُوجَّهة للآباء خاصَّةً بمُيول أطفالهم نحو تجنُّب المواقف المُخيفة, مثلاً: "عندما يشعر طفلُك بالخوف أو بالقلق تجاه شيء ما, هل يطلب القيام به لاحقاً؟".
طُلِبَ من الأطفال في الأسئلة المُوجَّهة لهم وصف عادات التجنُّب لديهم, مثلاً: "عندما أشعر بالخوف أو القلق تجاه شيء ما, أحاول عدمَ الاقتراب منه".
أشار الباحِثون إلى أنَّ الأطفالَ، الذين حاولوا تجنُّبَ المواقف المُخيفة في بداية الدراسة, كانوا أكثرَ ميلاً من الأطفال الآخرين للإصابة بالقلق بعد سنة لاحقة.
• طريقة علاجية مفيدة:
قال الباحثون: "قد تُمكِّننا هذه الطريقةُ الجديدة من التعرُّف إلى الأطفال الأكثر عرضةً لخطر اضطراب القلق".
"إضافةً إلى هذا؛ ولأنَّ العلاجَ السلوكي المعرفيَّ يُركِّزُ على التقليل من سلوك التجنُّب, قد تُقدِّم طريقتُنا أيضاً أساليبَ لتقييم ما إذا كانت استراتيجياتُ المعالجة الحاليَّة تعمل بالطريقة التي نعتقد أنها مناسبة".
وأشار الباحثون إلى إنَّ 25 طفلاً من المصابين بالقلق خضعوا إلى إرشاداتٍ تعرَّضوا خلالها بشكل متدرِّج إلى مواقف سبَّبت المخاوف؛ ممَّا أدَّى إلى تراجعٍ في درجات التجنُّب لديهم.
"إنَّ الأطفالَ، الذين يتجنَّبون المواقفَ التي تُثير الخوف, لا يمتلكون الفرصةَ لمواجهة مخاوفهم، ولا يتعلَّمون أنَّ تلك المخاوفَ قابلةٌ للتدبير عن طريق مواجهتها".
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال