أفاد علماء أن عددا من فئران التجارب بها نحو مائتي ورم قد تم شفاؤها تماما من سرطان الرئة باستخدام تقنية المعالجة الجينية.
وبإيقاف إنتاج البروتين الذي يطور الأورام تمكن الباحثون من استئصال الأورام بدون أي دليل على حدوث أعراض جانبية ضارة.
وكشفت الدراسة أن العلاج كان فعالاً بعد عدة جولات من العلاج، مما يشير إلى أن الفئران لم تصبح مقاومة له، الأمر الذي كان يمثل مشكلة كبيرة لأطباء السرطان.
ويأمل العلماء الآن تهيئة العلاج في شكل ملائم وآمن للاستخدام على البشر كي يمكن اختبار فاعليته في التجارب السريرية.
وقالت الباحثون "نحن في غاية الدهشة من التوصل إلى نقطة التحول هذه، وعلى يقين تام بأن هذه التقنية ستغير مجرى علاج السرطان، رغم الطريق الطويل الذي أمامنا".
وقد استهدف العلاج بروتينا معروفا باسم "ميك" يلعب دورا هاما في خلايانا لكنه يمكن أن يقود إلى نمو جنوني للخلايا وانتشار السرطان إذا أنتجه الجسم بكمية أكثر من اللازم.
وقد أُعطي الفئران مضادا حيويا في مياه الشرب قام بتنشيط الجينة الطافرة المعروفة باسم "أوموميك" وهذه بدورها أوقفت إنتاج الـ"ميك".
وكانت دراسات سابقة قد أثبتت بالفعل هذه الطريقة لكبت الـ"ميك" لكن ظلت هناك مخاوف من إمكانية أن تكون لها أعراض جانبية خطيرة.
وفي التجربة الجديدة أُخضعت فئران مصابة بنحو مائتي ورم رئوي لعلاج على مدى أربعة أسابيع أعقبه فترات راحة لمدة أربعة أسابيع أخرى لأكثر من عام.
وبعد المعالجة الأولى اختفت كل أورام الفئران، لكن 63% منها انتكست حينها. وبعد المعالجة الثانية عادت 11% فقط من الأورام الأصلية للظهور ثانية. وبعد ثماني دورات علاجية أمكن تحديد ورمين فقط.
وقال الباحثون إن "أهم نتيجة توصلنا إليها هي أن هناك علامات لمقاومة العلاج. وهذه من أكبر مساوئ كثير من علاجات مكافحة السرطان، إذ أن المرض يطور مقاومة ويمكن أن يعود بطريقة أكثر عدوانية. غير أن النتائج تشير إلى أن العلاج (ميك) المستهدف قد يقدم طريقة غير مسبوقة، خاصة أنه مع التكرار لم تحصل انتكاسة ولم تظهر مقاومة لدى الفيران".
ومن جانبه قال فرانسيسكو بيزيلا، أستاذ علم الأورام بجامعة أكسفورد الذي شارك في الدراسة، إن التجربة كانت إثباتا واعدا للفكرة، لكنه نبه إلى أن هذه الطريقة غير قابلة للتطبيق مباشرة على البشر لأنها تتطلب جينة معدلة تُقحم داخل خلايا الفئران.
وأضاف "هذه التجربة تعطي الضوء الأخضر للدراسات الصيدلانية لتجربة وإيجاد مركب يستطيع اعتراض هذه الجينة... لكن إمكانية اعتراضها في البشر ما تزال أمرا مجهولا تماما".
ديلي تلغراف ـ الجزيرة نت
طباعة
ارسال