تـُعد نوبات الدوار من أكثر المتاعب الشائعة التي يذهب بسببها المرضى إلى الأطباء.
ونظراً لأن هذه النوبات تسبب التعرض للسقوط، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالكسور لاسيما بالنسبة لكبار السن، فإنه لابد من استشارة طبيب متخصص على الفور بمجرد حدوثها، خاصةً إذا اقترنت بالإصابة باضطرابات لغوية واضحة، أو باضطرابات في البلع أو في الرؤية، أو اقترنت بالإصابة بالشلل، حيث يُمكن أن يُشير ذلك إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
ويرى الباحثون أن الإصابة بنوبات الدوار يسببها خلل في حاسة التوازن في الجسم، التي تلعب دوراً رئيسياً عند المشي أو الوقوف.
ولكي يتعرف المريض على كيفية التعامل مع الإصابة بنوبات الدوار، يوصي الباحثون بإطلاع الطبيب بشكل مفصل على مدة الإصابة بالدوار، ونوعها وكيفية حدوثها، وكذلك على المواقف التي تطرأ خلالها، حيث غالباً ما يُمكن للطبيب الاستدلال من هذه المعلومات على سبب الإصابة بنوبات الدوار، مع العلم بأن جزءاً كبيراً منها يحدث كأثر جانبي لتناول الأدوية.
• حاسة التوازن
إن الكثير من أعضاء الجسم تُسهم في دعم حاسة التوازن، حيث يحتاج الإنسان للعينين والأذن الداخلية وأعضاء التوازن الموجودة بداخلها لكي يُحافظ على توازنه، مع العلم بأنه لابد أن تتم عملية معالجة المثيرات العصبية في المخ والحبل الشوكي بشكل سليم أيضاً.
ويكفي أن تكون هناك مشكلة ولو بسيطة في جهاز أو أكثر من هذه الأجهزة، كي يصاب الإنسان بالدوار.
وإن نوبات الدوار المتكررة المصحوبة بغثيان وقيء ربما ترجع إلى الإصابة بما يُسمى "مرض مينيير"، وهو أحد الأمراض التي تُصيب الأذن الداخلية نتيجة زيادة السوائل فيها وزيادة الضغط، وتتسبب عادةً في تراجع القدرة على السمع لدى المريض وسماعه لأصوات مدوية في أذنه.
وإن المتاعب المصاحبة لهذا المرض تستمر لمدة تتراوح بين 20 دقيقة إلى يوم كامل، ويُصاب المرضى بها بشكل مفاجئ، ولم يتم اكتشاف أسباب الإصابة بها حتى الآن. ولكن الباحثين يُطمئنون المرضى بأنه تـُوجد نوعيات معينة من الأدوية تـُتيح إمكانية الوقاية من النوبات الناتجة عن هذا المرض.
• العامل النفسي:
ويوضح الباحثون بأن 15 إلى 20% من حالات الإصابة بالدوار لا تـُعزى إلى أسباب عضوية على الإطلاق، وإنما ترجع إلى الإصابة بدوار الرهبة المعروف باسم (Phobic Postural Vertigo) الذي يرجع إلى أسباب نفسية.
وأردفوا أن الكثير من الأشخاص المصابين بهذا النوع من الدوار يشكون من الإصابة بنوبات دوار متكررة على الدوام، في المتجر أو عند قيادة السيارة أو في التجمعات الحاشدة بالناس، كما أنهم يشكون من شعور بتشوش ذهني، لافتين إلى أن معدل الإصابة بهذا الشكل من الدوار يزداد بشكل خاص لدى الشباب.
ونظراً لأن الإصابة بهذه النوعية من الدوار ترجع غالباً إلى شعور الإنسان بالخوف أو تعرضه لضغط ما، ينصح الباحثون بانتزاع الشعور بالخوف من داخل المريض أولاً، لذا غالباً ما يلجأ الكثير من الأطباء إلى إخضاع المريض للعلاج السلوكي، ويضطرون في حالات معيّنة لوصف مضادات اكتئاب.
دويتشه فيلله ـ الجزيرة نت
طباعة
ارسال