جميع البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم وبقاعهم يشعرون بالبرودة، سواء أكان علامتها الرجفة أو اقشعرار البدن أو اصطكاك الأسنان. لا ريب في أن الجميع قد اختبر هذا الإحساس من قبل. لكن لماذا نشعر بالبرودة على أي حال؟
• أهمية أجهزة الاستشعار:
لا يحتمل المرء الماء الباردة لفترة طويلة الأمد، وفي الوقت الذي يمتلك بعض منا أجهزة استشعار كثيرة في الأذن، يملكها البعض الآخر في أماكن أخرى متفرقة في سائر أنحاء الجسد.
أما على صعيد عددها، فهي أيضاً تختلف من جسد لآخر. ولذا فكل منا له طريقته الخاصة باستشعار البرودة.
• درجة حرارة جسد واحدة للجميع:
يصعب لأي إنسان تحمل درجة حرارة جسده أن تكون دون الثلاثين درجة مئوية بغض النظر عن مكان استقراره في جنوب الأرض أو شمالها، فمتوسط درجة حرارة الجسد البشري تقريباً واحدة.
يبلغ معدل درجة حرارة الجسم 36.5 سلسيوس وقد تختلف بعض الشيء من جسد لآخر. لكن ما إن تتجاوز درجة الحرارة الاثنين والأربعين أو تقل عن الثلاثين حتى يدخل الإنسان مرحلة الخطر، مما يعيق عمل أجهزتنا الداخلية كالقلب والدماغ. كما قد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي أو في أسوأ الأحوال إلى الموت من شدة البرد. ولذا يطلق جسدنا صفارة الإنذار بسرعة من خلال رجفته أو اقشعراره.
• اصطكاك الأسنان ووقوف الشعر:
نسمة من الهواء باردة قد تكفي لرجف جسدنا أحياناً، وهو ما يشير إلى امتلاكنا سابقاً لفرو يحمينا من البرودة.
جميعنا نمتلك عضلة في مكان بصلة الشعر في جسدنا، بحيث تتقلص هذه العضلة في حالة برودتها مما يدفع شعر أجسادنا للوقوف. والهدف من ذلك هو خلق طبقة من الهواء الدافئ بين طيات شعر أجسامنا لحمايته من الهواء البارد. ولذا تقشعر أبداننا فقط في الأماكن الخالية من الشعر.
إضافة إلى ذلك، يتم تفعيل طريقة أخرى لحماية الجسد حال شعوره بالبرودة، ألا وهي اصطكاك الأسنان. وبما أن الفك السفلي يمتلك عضلات قوية للمضغ وليونة حركته لوقوعه بين مفصلين، فإنه يبدأ بالحركة السريعة مسبباً بذلك اصطكاكاً للأسنان.
• أكثر من الحركة:
الحركة هي أحسن الطرق للتخلص من البرودة، ومن خلال الرجفة تتحرك العضلات وتصلها الدماء بشكل أفضل.
ويعتبر موضوع الحرارة ذا أهمية أكبر لدى النساء، إذ على أجسادهن أن تحفظ في أحشائها أطفالاً بالحرارة المناسبة. كما أن كمية العضلات في أجساد النساء تشكل 25%، في حين لدى الرجل 40% وكلما ارتفعت نسبة العضلات في الجسد، قلّت فرصة برودته.
وفي الختام يوجه الباحث نصيحة لمن يعانون من البرودة: "لا تكثر من تناول الدهون، بل أكثر من الحركة".
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال