نظراً لتعدد حالات الأورام السرطانية واختلاف نشاط الورم ونموه، تتجه الطرق الحديثة في علاج السرطان إلى تقنية حديثة تعرف باسم الأدوية الموجهه للهدف، من شأنها معالجة الخلايا المصابة بدقة دون التأثير على الخلايا غير المصابة.
"الأدوية الموجَهَة للهدف" هي عبارة عن أقراص يتناولها المريض في المنزل ولاداعي للذهاب إلى المشفى، ويفضل تناولها مساءً قبل النوم، لأنه في حالة النوم لا يشعر الشخص بالغثيان، ولا يكون تأثيرها قوياً في اليوم التالي، وخاصة بالنسبة لشهية تناول الطعام.
وتسعى هذه التقنية الحديثة في علاج الأورام السرطانية إلى استهداف الخلايا السرطانية بدقة حسبما يؤكد الدكتور إيراي غوكورت المتخصص في علاج الأورام السرطانية، ويضيف "يستهدف العلاج الموجه الخلايا السرطانية بدقة على عكس العلاج الكيماوي غير الدقيق".
• آثار جانبية ضئيلة:
يشرح الدكتور عارف السويفي أخصائي الأمراض البولية وجراحة الرجال واختصاصي علاج الأورام السرطانية تقنية العلاج الموجه بقوله "تتميز الخلية السرطانية بنشاطها العالي في إفراز الأنزيمات وإنتاج البروتينات ما يسهّل على الفيروسات حاملات الدواء عملية التعرف على الخلايا المصابة والتوجه إليها مباشرة".
ويؤكد الدكتور عارف أن هذه التقنية الحديثة من شأنها القضاء جذرياً على الورم السرطاني إذا كان انتشاره محدوداً، أما إذا كان انتشاره كبيراً فتقوم هذه الأدوية بتحسين حالة المريض وطريقة حياته لفترة طويلة".
أما الآثار الجانبية للعلاج بهذه التقنية فهي ضئيلة، إذ يؤدي تناولها إلى تشقق أطراف الأصابع وظهور حبوب من حين لآخر، إلا أن ذلك غير مزعج.
• كيف يتم اختيار الدواء المناسب؟
تعرف حالات الأورام السرطانية بتنوعها واختلافها من شخص إلى آخر، ما يعني أن سرطان الرئة لدى مريض ما ليس بالضرورة أن يكون نفسه لدى مريض آخر، فكل ورم سرطاني ينفرد بسماته الخاصة وجيناته، ما يجعل لكل حالة طريقة خاصة بالعلاج.
وقبل تحديد (الفيروسات الحاملة للدواء) يجب أن يتم إجراء تحليل جيني للأنسجة المصابة بالورم، حيث يتم فحص الخلايا المصابة بالسرطان بشكل دقيق جداً لمعرفة مدى تأثير السرطان على بنية الحمض النووي DNA، وهذا من شأنه المساعدة على اختيار "الأدوية الموجهة للهدف" بشكل مناسب.
• الكشف المبكر ضروري لتسهيل العلاج:
ويؤكد الباحثون على ضرورة تزويد المريض بأدوية خاصة لحماية نخاع العظام إلى جانب الأدوية المعالجة، حيث يجب المحافظة على نشاط خلايا نخاع العظام لأنها الخلايا الاصلية التي ينتج عنها الخلايا الآخرى.
ورغم تنوع أسباب الإصابة بالأورام السرطانية واختلاف مدى خطورتها إلا أن الباحثون يرون أن اتباع قواعد الحياة الصحية كاستنشاق الهواء النقي بعيداً عن عوادم السيارات وتناول وجبات صحية والابتعاد عن الوجبات السريعة والإكثار من تناول زيت الزيتون والخضروات والابتعاد عن التدخين والكحول قد يقي من الإصابة بمرض السرطان.
ويؤكد بعض الباحثين على ضرورة إجراء فحوصات طبية مرة سنوياً للاطمئنان أو للكشف مبكراً عن المرض ما يسهّل عملية علاجه.
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال