يصيب الإجهاد كل الناس من دون استثناء نظرا إلى الضغوط المادية والعائلية والمهنية التي يتعرض لها الأفراد يومياً، لكن يمكن السيطرة عليه باتباع بعض الخطوات الصحية البسيطة.
تعتبر النساء أكثر الناس تعرضاً للإجهاد بسبب طبيعة أجسادهن والمهمات المنوطة بهن في المنزل وفي العمل. وقد أظهرت الدراسات أن أعراض الإجهاد تختلف من عمر إلى آخر، وكذلك طرق علاجه.
• فترة العشرينيات:
تصف مديرة مركز معالجة الإجهاد في لندن فترة العشرينيات من العمر بأنها مرحلة النهوض والركض، ففي هذه المرحلة تكد المرأة بالعمل وتقسو على ذاتها من أجل تحقيق الأفضل. وهي في خضم ذلك تتوق إلى الراحة، لكنها بدلاً من اعتماد استراتيجية صحية للتخفيف من الإجهاد تلجأ إلى التدخين.
وتفيد الدراسات أن نسبة 38% ممن هن في العشرينات من العمر يملن إلى التدخين تحت تأثير الضغوط، ظناً منهن أنهن ينفسن عن همومهن إلا أنهن يجهلن في الواقع أن النيكوتين يزيد من حالة القلق والإجهاد لديهن.
في الإجمال يكون تأثير الإجهاد في من هم في العشرينات من العمر بسيطاً جداً، إذ يتمثل في تعكر المزاج أو تشقق البشرة، وأحياناً ربما يصبح الفرد عرضة لبعض الأمراض البسيطة مثل الزكام. ولكن ثمة أمران وجب حمايتهما من تأثير الإجهاد وهما: الحالة النفسية والعظام.
يعتبر البروفيسور "أندريه تايلي" من معهد العلوم النفسية في لندن أن هذا العقد من العمر هو مرحلة دقيقة جداً إذ تشكل بؤرة مناسبة للإصابة بانهيار عصبي ناتج عن الإجهاد. لذا ينصح خلال عملية مجابهة الهموم بتناول مكملات السمك مثل زيت السمك الذي يساعد في تعديل مستويات السيروتونين في الدماغ "المسؤولة عن نقل المشاعر وإصدار الأحكام"، ما يمنع الإصابة باكتئاب حاد.
من جهة أخرى يشير الخبراء إلى أن الإجهاد عند النساء يحفز إفراز هرمون الارتباط المعروف باسم "اوكسيتوكين" ما يعزز عندهن الجانب الاجتماعي. لذا فإن الإكثار من الكلام يكون أسلوبهن في معالجة الإجهاد الناتج عن الضغوط.
تتكون آخر طبقة من العظام التي تحمينا من مرض هشاشة العظام في هذه المرحلة لكن وبسبب الإجهاد ربما تتعرض تلك الطبقة لهجوم هرمون الإجهاد أو "الكورتيزول". لذا ينصح الخبراء بالإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وممارسة الرياضة بانتظام لحماية العظام لاحقاً.
• فترة الثلاثينيات:
وتسوء الحالة عند النساء العاملات اللواتي ينجبن لأول مرة في عمر الثلاثينيات، إذ تسهم تربية الأطفال في زيادة حدة التوتر الناتج عن ضغوط العمل، حيث يصعب عليهن تخفيض نسبة "الكورتيزول" في أجسامهن.
وذكرت وكالة الصحافة العربية أن هرمون "الكورتيزول" يسهم في إضعاف نظام المناعة عند النساء على العموم. ومع وجود الأطفال حاملي الجراثيم فإنه من المحتمل أن يصاب بعضهن بأمراض عدة مثل الزكام والسعال. لكن أكثر ما يتأثر بالإجهاد هما الخصوبة والغدتان الكظريتان.
وقد كشفت الدراسات أن نسبة 90 في المئة من النساء اللواتي يعانين الإجهاد في فترة الثلاثينات من العمر يصبن بعقم مؤقت، لكنها أشارت أيضاً إلى أن نسبة 40 في المئة منهن تمكن من الحمل خلال ستة شهور من خضوعهن لبرنامج القضاء على الإجهاد.
يفيد الخبراء أن الإجهاد يسبب إفراز هورموني "الأدرينالين" و "الأندورفين" اللذين يمنحان المرء شعوراً بالنشاط. لهذا ربما تلجأ بعض النسوة إلى إجهاد ذواتهن للتمتع بتلك الطاقة التي يفرزها هرمون "الأدرينالين"، في هذه الحالة ينصح الخبراء بالامتناع عن تناول القهوة واللجوء إلى الاسترخاء بهدف التعود على الاستمتاع بالمشاعر التي يولدها الهدوء وليس "الأدرينالين".
• فترة الأربعينيات:
يؤثر الإجهاد في هذه المرحلة في الدماغ والقدرة على التفكير؛ إذ يشير الخبراء إلى أن المرأة الأربعينية تصاب بالإحباط عند أدنى مشكلة. فكثيرات يعتبرن مرحلة الأربعين آخر فرصة لهن لإحداث تغيير ما في الحياة. لهذا السبب ربما يلجأن إلى الإنجاب، إضافة إلى اتخاذ القرارات الحاسمة مثل الطلاق أو تغيير المهنة.
وتسهم مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، التي تصيب المرأة عادة في عمر 51 عاماً، في زيادة حدة الإجهاد وتأثيراته. من هنا تظهر أهمية إيجاد توازن هرموني، من خلال ممارسة رياضة الاسترخاء بشكل يومي، واعتماد نظام غذائي صحي ومنتظم لمنع هبوط مستويات السكر في الدم. لكن الأهم في كل ذلك تناول كميات قليلة من منتجات الصويا يومياً.
إذا كنت أهملت سابقاً العناية بجسدك، فإن تأثير الإجهاد سيظهر الآن، من خلال أعراض جسدية متنوعة، مثل آلام الظهر أو أوجاع الرأس، وحتى تساقط الشعر. وأكثر المناطق التي تتأذى من الإجهاد هي الجهاز الهضمي والصدر.
وتشير الأبحاث إلى ضعف وظيفة الجهاز الهضمي في مرحلة الأربعينايت من العمر، وبالتالي تراجع قدرة الجسم على امتصاص المغذيات ما يحتم على الشخص تناول المكملات الغذائية.
من جهة أخرى كشفت الدراسات عن وجود رابط وثيق بين الإجهاد وخطورة الإصابة بسرطان الثدي، فعلى الرغم من أن أغلبية حالات سرطان الثدي يتم تشخيصها بعد مرحلة انقطاع الطمث يعتقد الخبراء أن الخلية المشوهة تحتاج إلى عشرة أعوام لتتحول إلى ورم ظاهر، ما يعني ضرورة البدء في اتخاذ إجراءات الوقاية باكراً واتباع نصيحة سوزان أوليفييه، مؤلفة كتاب "نظام غذاء التعافي من مرض السرطان"، التي تنص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وتناول خمس حصص من الفاكهة والخضار يومياً، وأكل الكثير من الألياف.
العرب أونلاين
طباعة
ارسال