كشفت دراسةٌ حديثة النقابَ عن أنَّ التدخينَ في السيَّارات يُنتِجُ مستوياتٍ من مُلوِّثات جُزيئيَّة ضارَّة تتجاوز معاييرَ مُنظَّمة الصحَّة العالميَّة للهواء الداخلي، وتُسبِّب على الأرجح تهديداً لصحَّة الأطفال.
وتَظهَر هذه المستوياتُ الخطرة من تَلوُّث الهواء بالجزيئات حتَّى وإن كانت نوافذ السيَّارة مفتوحة، أو كان مُكيِّف الهواء يعمل، وفقاً لنتائج الدراسة.
أجرى الدراسةُ باحِثون من المملكة المتَّحدة، حيث قاسوا المادةَ الجزيئيَّة في كلِّ دقيقة في مقعد الركَّاب الخلفي لسيَّارات قادها مدخنين أو غير مدخنين.
وصلت مستوياتُ المادة الجزيئيَّة إلى 7.4 مكروغرام في المتر المُكعَّب من الهواء وسطياً خلال الرحلات من دون تدخين؛ لكنَّها كانت أعلى بنحو 11 مرة تقريباً (85 مكروغراماً في المتر المُكعَّب) خلال الرحلات المترافقة مع التدخين في السيَّارات.
ارتبطت مستوياتُ المادة الجُزيئيَّة وبشدَّة بعدد السجائر التي جرى تدخينُها، ووصل مُعدَّل مستوياتها إلى أعلى نقطة بمقدار 385 مكروغراماً في المتر المُكعَّب.
ورغم أنَّ المُدخِّنين يفتحون نوافذَ السيارة عادةً كنوع من التهوية, لكن في مرحلة مُعيَّنة خلال قيادة السيارة، عندما باشروا بالتدخين, بقيت مستوياتُ المادة الجزيئيَّة أعلى من الحدِّ الآمن الذي أوصت به منظمةُ الصحة العالميَّة، وهو 25 مكرو غراماً في المتر المُكعَّب، كما وجد الباحِثون.
قال الباحثون إنَّ المشاكلَ الصحيَّة عند الأطفال، كالموت المُفاجئ عند الرُضَّع وأمراض الأذن الوسطى والأزيز التنفُّسي والربو، ارتبطت جميعها بالتعرُّض للتدخين السلبي.
كتب الدكتور شين سيمبل، من المركز الأسكتلندي للهواء الداخلي في جامعة أبيردين في أسكتلندا: "هناك على الأرجح خطرٌ كبير على صحَّة الأطفال بسبب التعرُّض للتدخين السلبي، ويعود هذا إلى أنَّ مُعدَّلات التنفُّس عندهم تكون أسرعَ وإلى عدم اكتمال تطوُّر جهازهم المناعي، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على الابتعاد دائماً عن مصادر دخان السجائر، سواء في البيوت أو مقاعد السيارات".
نشرت هذه الدراسة في موقع "هيلث داي نيوز".
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
طباعة
ارسال