على الرغم من كون تناول المسكنات يعتبر بمثابة رد فعل فوري من جانب الناس، فإنها في الوقت عينه قد تزيد من الشعور بالآلام.
وقال أحد الأطباء من خلال توجيهات لجنة المعهد الوطني للتفوق الصحي والسريري لعلاج الصداع: "كلما كثر تناول المسكنات، ازداد الشعور بالصداع ليصبح الأمر أسوأ بكثير"، مضيفاً أنه "من السهل ان تمتنع عن هذه العادة".
نقطة تحول:
مازالت أسباب تأثير المسكنات على الدماغ في هذا الأمر غير معلومة بالنسبة للأطباء.. فثمة اعتقاد بأن معظم المصابين وقعوا في براثن تناول العقاقير المسكنة إما بصفة يومية او مع حدوث صداع جراء التوتر او الشعور بالصداع النصفي (الشقيقة).
قال أحد الباحثين ان هناك نقطة تحول عند تناول المسكنات لفترة من 10 الى 15 يوما شهريا، تصبح العقاقير الطبية بعدها مشكلة في حد ذاتها.
وأضاف "انها مشكلة كبيرة تواجه السكان.. ان الارقام المسجلة بشأن عدد الاشخاص الذي يفرطون في تناول الدواء تشير الى معاناة شخص من كل خمسين شخصاً، لذا يصاب تقريبا مليون شخص بالصداع يوميا او ربما على اساس يومي بسبب تناولهم المسكنات."
كما تشير النتائج الى ان الاشخاص ممن لديهم سجل عائلي يتعلق بالاصابة بالصداع الناجم عن التوتر او الصداع النصفي ربما هم الفئة الاكثر عرضة من الناحية الوراثية للاصابة بالصداع الناجم عن الافراط في تناول الدواء. كما يصبح آلامر محل شك حتى اذا تناول هؤلاء مسكنات وان كانت ليست لغرض تسكين آلام الصداع.
وتنصح التوجيهات الجديدة للاطباء في انجلترا وويلز المصابين بالإحجام فوراً عن تناول جميع انواع المسكنات، وان كان ذلك سيفضي الى الشعور بالآلام لنحو شهر دون تناول المكسنات، فهو جيد في النهاية حتى تتلاشى الأعراض نهائياً.
وقالت اللجنة ان الخيارات الأخرى المطروحة للحد من الصداع تكمن في تناول علاجات وقائية.
أهم أنواع الصداع:
•
الصداع الناجم عن التوتر: وهو النوع الشائع، ويصاب به أغلب الناس في بعض مراحل العمر، وفي بعض الحالات يصاب الناس بصداع أغلب أيام الشهر.
•
الصداع النصفي: صداع شديد يمكن أن يستمر عدة ايام، ويزداد الاحساس بآلام مع النشاط ويصاحبه عادة غثيان اضافة الى الشعور بحساسية شديدة للضوء والصوت.
•
الصداع العنقودي: نوع تصاحبه آلام شديدة حول العين وجانب الوجه، يميزه حدوث تورم وإدماع للعين المحمرة.
•
الصداع الناتج عن الإفراط في تناول المسكنات: شعور أشبه بالصداع الناجم عن التوتر او الصداع النصفي، غير انه يحدث نتيجة الافراط في تناول المسكنات.
الوخر بالابر:
توصي التوجيهات ايضا الى لجوء المرضى لتجربة الوخز بالابر، لاسيما المرضى الذين قد يعانون من صداع نصفي أو صداع ناجم عن التوتر.
وقال مارتن اندروود "من اجل دفع الكثير من الناس الى العلاج بالوخز بالابر، نعتقد انه لابد من اظهار دليل يؤكد فعاليته كسبيل للوقاية من الصداع الناجم عن التوتر والصداع النصفي، حينئذ سيكون من المفيد لجوء الناس اليه كعلاج فعال."
ولا تنصح التوجيهات طلب الاطباء من المرضى اجراء اشعة على الدماغ "لا لشئ سوى الاطمئنان" والتأكد من عدم اصابة المريض بورم (خبيث) في المخ. وقالت اللجنة ان الاورام قد تصاحبها اعراض مثل تغير السلوك والصرع.
BBC
طباعة
ارسال