احتار العلماء لفترة طويلة في أسباب استجابة بعض مرضى السرطان، خاصة من الأنواع شديدة الانتشار، للعلاج الإشعاعي وعدم استجابة آخرين.
واستطاعوا أخيراً التوصل للفروق التي تجعل بعض المرضى يستجيبون للعلاج الإشعاعي المكثف على مواضع الورم السرطاني، فيما يمتنع البعض الآخرون عن الاستجابة.
واكتشف باحثون في جامعة شيكاغو أن بعض الخلايا الناشئة عن أورام سرطانية شديدة الانتشار فيها مستويات عالية من العلامات الحيوية التي تعرف بـ microRNA والتي تعمل على إسكات بعض الجينات، تجعل من الصعب علاج مثل هذه الأورام حتى مع اتباع الطرق العلاجية المكثفة والحادة.
ولكن إذا كان في هذه الخلايا مستويات منخفضة من هذه العلامة الحيوية فإن العلاج الإشعاعي الموضعي المركز يمكن أن يكون مؤثراً، بل وقد يؤدي للشفاء.
ويرى الباحثون أن الكشف عن تلك العلامات الجزئية التي توجد في الخلايا السرطانية التي تنتشر في مواضع أخرى بعيدة عن الورم الأصلي يمكن أن يساعد في التنبؤ بالمرضى الذين قد يستفيدون من العلاج الإشعاعي.
وصرح كاتب الدراسة ورئيس قسم الإشعاع بجامعة شيكاغو "لقد أوضحنا سابقاً أنه بإمكاننا علاج نسبة من المرضى الذين يعانون من أمراض سرطانية شديدة الانتشار.. إلا أن نتائج هذه الدراسة تعني أنه بإمكاننا معرفة الأشخاص الذين يمكن مساعدتهم بتلك العلاجات مقدماً ومن منهم لن يستفيد من تلك العلاجات الموضعية وعليهم اللجوء للعلاجات الممنهجة".
في عام 2004 بدؤوا في تجربة عملية صغيرة لاختبار نظريتهم، وقد تم الاستعانة بعينة بحث من مرضى سرطان في مرحلته الرابعة ممن ظهر لديهم انتشار للمرض في خمسة مواضع، بالإضافة لأورام لا يزيد حجمها عن 10 سنتيمتر في القطر.
وأظهرت النتائج التي تم نشرها عام 2008 أن العلاج الإشعاعي الموجه بدقة على مواضع المرض يمكن أن يمحو كل دليل على المرض في حوالي 20% من المرضى.
وكشفت دراسة أخرى مكملة أن 18% من المرضى في هذه التجربة الأولية لم يُسجل المرض لديهم أي تطور جديد أثناء فترة الدراسة، وأن 27% لم يسجلوا مواضع جديدة للأورام السرطانية.
العربية.نت
طباعة
ارسال