أفاد بحث جديد نشرته صحيفة تايمز البريطانية أن تناول قرص أسبرين يوميا يمكن أن يمنع انتشار السرطان، وقد يساعد حتى في علاج المرض.
فقد اكتشف العلماء بجامعة أكسفورد أن تناول قرص يوميا من هذا الدواء العام والرخيص يمكن أن يقلل مخاطر مجموعة من السرطانات بالإضافة إلى بعض الفوائد خلال فترة لا تتجاوز شهورا.
وتعمل هيئة الخدمات الصحية حاليا على إصدار نصيحة واضحة ما إذا كان ينبغي على ملايين الناس البدء في تناول الأسبرين الواقي كرد فعل على النتائج الجديدة المثيرة.
ويزيد البحث من أهمية مجموعة متنامية من الأدلة بأن الأسبرين يوفر حماية هامة ضد السرطان، ويقلل بدون خطورة الوفيات من هذا المرض.
ومن المعلوم أن الأسبرين يقي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكن آخر الدراسات تشير إلى أن التأثير الواقي من السرطان يمكن أن يكون أكبر.
تقليل احتمالات انتشار السرطان:
ووجد الباحثون أن احتمالات انتشار السرطان المُشخّص انخفضت بنحو النصف مع تناول قرص أسبرين يوميا. وقد حلل البحث الجديد بيانات 51 تجربة، شملت عشرات آلاف المرضى، أُجريت خصيصا لاختبار تأثير الأسبرين على أمراض القلب.
وقال الأستاذ بيتر روثويل الذي قاد الدراسة "التجارب السابقة بينت أن تناول الأسبرين يوميا يقلل الخطر طويل المدى لبعض السرطانات، وخاصة السرطان القولوني المستقيمي وسرطان المري، لكن هذه التأثيرات لا تظهر إلا بعد ثماني سنوات من بداية العلاج. وما ظهر لنا حاليا هو أن الأسبرين له أيضا تأثيرات قصيرة الأجل تظهر بعد عامين إلى ثلاثة فقط".
وأضاف "لقد تبين بوجه خاص أن الأسبرين يقلل احتمال انتشار السرطانات في أعضاء بعيدة بنحو 40 - 50%، وهذا الأمر من الأهمية بحال لأن طريقة انتشار السرطان هذه تقتل الناس عادة. وبما أن أكثر من نصف السرطانات تنتشر في أعضاء أخرى فإن من بين كل خمسة أشخاص يتناولون الأسبرين يمكن وقاية اثنين من انتشار المرض بأعضاء أخرى، وهذه فائدة كبيرة يقيناً".
علاج إضافي للسرطان:
كذلك كشفت نتائج الدراسة إمكانية أن يصير الأسبرين علاجا إضافيا مفيدا للسرطان، فقد وجد الباحثون أنه يقلل خطر انتشار المرض بأعضاء أخرى في المرضى الذين بدؤوا تناوله للتو.
ويبين هذا البحث أن فائدة الأسبرين مع السرطان كبيرة، إن لم تكن أكبر، من فائدته في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويعتقد الأستاذ روثويل أن 75 ميليغرام، ربع قرص أسبرين قياسي، قد تكون كافية للوقاية من مجموعة من السرطانات التي تنشأ بالغدد، بما في ذلك سرطان الأمعاء والحلق والثدي والبروستات وبعض السرطانات الرئوية.
ومن الجدير بالذكر أن الأسبرين يمنع خلايا الدم المعروفة باسم الصفائح الدموية من التماسك بسهولة، وبهذا يصعب على الخلايا السرطانية استخدامها للانتشار بأنحاء الجسم.
يُشار إلى وجود آليات منفصلة بالأسبرين يُعتقد أنها تساعد أيضا في ترميم الحمض النووي التالف، وتجعل الخلايا المحتمل خطورتها تدمر نفسها، وهذا الأمر يعيق نمو السرطانات في فترة باكرة.
ورغم أن الأسبرين معروف بأنه يزيد خطر حدوث نزف داخلي، فإن الأستاذ روثويل قال إن بياناته تشير إلى أن هذا العارض الجانبي أقل خطورة مما كان يُعتقد بالسابق لأن قلة من المرضى يموتون من تلك المشكلة المصاحبة.
تايمز ـ الجزيرة نت
طباعة
ارسال