في عالم كرة القدم ليس من الغريب أن نرى لاعبا ممددا على الأرض، لكن أن يرقد اللاعب فلا يستطيع القيام من رقدته وفي بعض الأحيان إلى الأبد ربما يعد ذلك أمرا ليس شائعا.
آخر هذه الحوادث التي يمكن وصفها بالمتكررة ولكنها ليست شائعة هي سقوط لاعب فريق بولتون الإنجليزي فابريس موامبا -23 عاما- مغشيا عليه أثناء مباراة أمام توتنهام في كأس الاتحاد الإنجليزي.
اللاعب سقط بدون أي احتكاك مع لاعب آخر ولا يزال حتى الآن في أحد مستشفيات لندن في حالة غيبوبة وهناك حالة نوعا ما من التكتم حول حالته الصحية.
أنواع الإصابات:
ويتم تقسيم إصابات ملاعب كرة القدم إلى إصابات ناجمة عن الاحتكاك وأخرى ليس لها علاقة بالاحتكاك.
وبالنسبة للإصابات غير الناجمة عن الاحتكاك قد تكون إصابات خفيفة في المفاصل أو العضلات أو التقلصات العضلية، أوقد تكون إصابات مهددة للحياة مثل الأزمات القلبية أوالموت المفاجئ في الملعب.
وقد تكون الإصابات المهددة للحياة نادرة إلى حد ما في كرة القدم لكنها قد تكون شائعة في رياضات أخرى مثل الماراثون. ويطلق على هذه الظاهرة اسم (السقوط المرتبط بممارسة نشاط رياضي) وهو ينجم عن انخفاض مفاجئ في ضغط الدم قد يحدث أثناء ممارسة الرياضة.
ويقول دفوراك غنغ في كتابه (دليل طب كرة القدم) إن هذا السقوط قد يحدث أيضا في حالة اللعب في بيئة حارة للغاية أو رطبة للغاية في حين أنه لم يتعود على اللعب في هذه البيئات. ويضيف غنغ أن اللاعب المصاب بالسكري ربما يصاب أثناء المباراة بنوبة سكر خاصة إذا كانت المباراة حامية.
حدث متكرر:
وتقول بيليشيا بورجيسون في دراسة تحت عنوان (حوادث إصابات القلب والموت المفاجئ الناجم عن السكتة القلبية بين الرياضيين الشبان) إن الأزمات القلبية هي أخطر ما يمكن أن يسبب الوفاه أثناء المباريات، حيث تؤدي إلى الوفاه في خلال دقائق.
وتضيف إن نسبة حدوث ذلك هو ما بين 1-3 لكل 100 ألف رياضي. لكن عندما تحدث يسبب تسليط الضوء على هذا الأمر حالة من الفزع سواء بالنسبة لبقية اللاعبين أو بالنسبة للجماهير.
وإذا علمنا أن عدد لاعبي كرة القدم في العالم يزيد عن 265 مليون لاعب وفق إحصاءات الفيفا، سيتبين لنا أن خبر وفاه لاعب أثناء مباراة كرة قدم ربما يتكرر في العام أكثر من مرة. ولعل بعض هذه الحوادث لا تلقى اهتماما إعلاميا خاصة إذا وقعت في بعض الدوريات المحلية غير المعروفة.
حالات مشهورة:
ومن أشهر حالات الإصابة بالأزمات القلبية فى الملاعب حادثة اللاعب المدريدي روبين ديلاريد الذى سقط مغشيا عليه في إحدى مباريات بطولة كأس الملك عام 2009. وفيما بعد أثبتت الفحوص الطبية إصابة اللاعب بعيب خلقى بالقلب، تأكد معه استحالة استكمال مشواره الكروى ليعلن اللاعب اعتزاله عام 2010 وهو فى سن الخامسة والعشرين.
وهناك لاعبون قهرتهم قلوبهم ولم يستطع الأطباء إنقاذهم أشهرهم على الإطلاق، الكاميرونى مارك فيفيان فويه، الذى سقط أثناء مباراة في بطولة كأس العالم للقارات 2003 ، ليلقى مصرعه فى الحال فى لقطة ستظل خالدة فى ذاكرة كل عشاق الكرة.
ومن ضحايا أمراض القلب فى الملاعب الظهير الإسبانى الشاب أنتونيو بويرتا، الذى سقط أثناء مباراة فريقه إشبيلية أمام خيتافى في افتتاح مباريات الدوري الإسباني موسم 2007/2008، والغريب أنه استفاق و خرج من الملعب على قدميه قبل أن تنهار حالته في المستشفى، ويودع الحياة بعد يومين عن عمر 22 عاما فقط .
ولم تخل الملاعب العربية من حالات مماثلة أشهرها ظهير الأهلي الشاب محمد عبد الوهاب الذي فارق الحياة إثر أزمة قلبية على أرض ملعب مختار التتش وذلك فى أغسطس 2006 عن عمر 23 عاماً. و لم تفلح محاولات الأطباء فى إنقاذه، لتخسر الكرة المصرية لاعباً كبيراً فى بداية مشواره.
BBC
طباعة
ارسال