منذ بداية أزمة كورونا يتسابق المجتمع العلمي لتطوير اللقاحات وتقييم الأدوية الجديدة ودراسة الأدوية الموجودة لإعادة استخدامها.
وهناك حاجة خاصة لإيجاد طرق لعلاج فيروس كورونا لدى مرضى السرطان، حيث يمكن أن يكون الفيروس قاتلاً لدى هؤلاء المرضى أكثر من غيرهم.
وبحثت دراسة رصدية كبيرة نُشرت مؤخرًا في Cancer Discovery في ارتباط علاجات كورونا بالوفيات لجميع الأسباب لمدة 30 يومًا، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والديموغرافية المرتبطة بالعلاج.
وأظهرت الدراسة أن الوفيات بين مرضى السرطان الذين أصيبوا بفيروس كورونا أعلى بنحو 16% من عامة السكان.
ونظرت الدراسة في حالة 2186 من البالغين المصابين بالسرطان وعدوى كورونا، 40% منهم تلقوا شكلاً من أشكال علاج الفيروس، وكان متوسط عمر المرضى 67 عاماً، وكان 51% من المرضى في حالة شفاء من السرطان، 28% لديهم سرطان مستقر أو مستجيب للعلاج، و11% يعانون من حالة نشطة للسرطان.
وكانت علاجات كورونا التي تمت دراستها هي: هيدروكسي كلوروكوين وأزيثروميسين وريمديسفير وجرعة عالية من الكورتيكوستيرويدات وتوسيليزوماب وغيرها من العلاجات، سواء بمفردها أو مجتمعة.
وبشكل عام لم تجد الدراسة أي فائدة ذات دلالة إحصائية من العلاج باستخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين، أو جرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات الجهازية، سواء بمفردها أو مجتمعة. ومع ذلك، وجدت الدراسة زيادة في معدل الوفيات لدى مرضى السرطان الذين عولجوا بهيدروكسي كلوروكين مع أي دواء آخر (عادة أزيثروميسين).
وكان العلاج الوحيد الذي أظهر نتائج جيدة هو عقار ريمديسفير المضاد للفيروسات. وعلى الرغم من أن ريمديسفير أظهر انخفاضًا في معدل الوفيات، إلا أن الفرق لم يكن ذو دلالة إحصائية، بحسب موقع جامعة كولومبيا الأمريكية.
وتقول جيسيكا هاولي، أستاذة الطب المساعد في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين في كولومبيا " في علاج السرطان، يلتزم أطباء الأورام بالمعيار الذهبي لاستخدام البيانات من التجارب العشوائية ذات الشواهد".
وأضافت هاولي "وتحت ضغط الوباء العالمي، يمكن للدراسات القائمة على الملاحظة - عند إجرائها وتحليلها جيدًا - أن تقدم إجابات صحيحة للأسئلة السريرية في غياب التجارب السريرية، والنتائج المستخلصة من الدراسات القائمة على الملاحظة تفيد في اختيار العلاجات التي يتم إجراء التجارب السريرية عليها".
عربي 24
طباعة
ارسال