تختلف أسباب الإصابة بمرض طنين الأذن، فبعضها يعود إلى الجهاز السمعي أو الضغط العصبي. ما دفع مجموعة من الخبراء في هايدلبرغ لابتكار طريقة موسيقية تعتمد على تدريب الجهاز السمعي على عدم إصدار الأصوات في حالات التوتر والقلق.

"مع مرور الوقت ازداد الأمر شدة ما دفعني للانعزال ودمر متعة الحياة لدي" هكذا وصف ماتياس غيزه معاناته، فمنذ 10 سنوات يسمع ماتياس طنيناً قوياً في أذنه ويرافقه ليلاً ونهاراً.

• ما هو الطنين؟
يصف الدكتور باسم أبو لبدة أخصائي أنف أذن حنجرة في برلين "طنين الأذن" بصوت دائم ومزعج يلازم المريض لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.

ويشير الطبيب أبو لبدة إلى أن طنين الأذن يتكون في الدماغ، ويضيف "بعد أن يصنع الدماغ هذه الأصوات يقوم الجهاز السمعي بتطوير آلية سمعية لا يسمعها إلا المريض ذاته"، ما يعني أن هذه الأصوات ليست قادمة من الخارج بل من المخ نفسه.

• أسباب الطنين:
يعزو الطبيب أبو لبدة سبب الإصابة بطنين الأذن إلى وجود مشاكل في الدورة الدموية والقلب، ما يمنع من وصول الدم والأوكسجين إلى الأذن الداخلية بشكل كافٍ، مؤدياً إلى حدوث خلل في الشعيرات العصبية لقوقعة الأذن وحدوث الطنين.

ويشير الدكتور أبو لبدة إلى وجود أنواع مختلفة من طنين الأذن كالرنين والزنين وغيرها.

وهو مايؤكده الطبيب النفسي بولاي أيضاً مشيراً إلى وجود حوالي مليون شخص في ألمانيا بحاجة للعلاج من طنين الأذن، ما دفعه لتطوير طريقة جديدة للعلاج تجمع بين عدة وسائل وهي الموسيقى وإدارة التوتر إلى جانب جلسات للعلاج النفسي.

• السمع بطريقة مختلفة:
وتهدف طريقة العلاج الجديدة إلى تمكين المريض من تعلم السمع بطريقة مختلفة من أجل نسيان مشكلة الطنين، ما يساعد على تحسين الدورة الدموية في الدماغ وزيادة القدرة على التعلم.

ويتركز العلاج على النغمة التي يحددها المريض بنفسه كصوت للطنين، ما يعني مساعدة المريض على المشاركة بفاعلية في التصدي لصوت الطنين الذي يعاني منه حسبما يشرح الطبيب بولاي.

وأضاف بولاي "تأتي المشاركة الفعالة من خلال تدريبات يومية مطولة يقوم بها المريض لتدريب سمعه بهدف الوصول لدرجة معينة من الحساسية في المخ تزيد من القدرة على التعلم.. فعندما يدندن المريض بنغمة الطنين يعود مركز السمع في المخ لأداء عمله الفعلي وهو التعامل مع الأصوات الخارجية بدلاً من اختراع أصوات بنفسه".

• أسلوب الحياة الشخصية:
ويشبه الطبيب بولاي طنين الأذن بالصافرة في غلاية الماء، مشيراً إلى أن الشخص الذي يعاني من الطنين، يكون تحت وطأة ضغوط كثيرة ويعاني من القلق الشديد وقلة النوم.

وهذا يعني أن أسلوب الحياة الشخصية له دور مهم في العلاج، إذ يمكن رصد الأوقات التي يبلغ فيها الطنين ذروته من حيث الطول والقوة، وهي في الأغلب وقت النوم أو المذاكرة قبل الامتحانات، أما أقل أوقات الطنين فيكون عند سماع الموسيقى.

نجحت طريقة العلاج المركبة في مساعدة ماتياس على التخلص من طنين أذنه، وذلك باستخدامه أسلوباً داخلياً للتعامل مع مشكلة الطنين.

• طرق أخرى للعلاج:
ويشير الطبيب أبو لبدة إلى وجود طرق آخرى لعلاج طنين الأذن كالعلاج بالإبر الصينية والليزر و الأوكسجين، مؤكداً على ضرورة الذهاب إلى الطبيب سريعاً لدى سماع الطنين تفادياً لتحوله إلى طنين مزمن يستحيل علاجه.


طباعة ارسال