هو نوع خاص من الأسماك استجلبه من الخارج مختص بالطب المُكمل. افتَتَح مركزه الطبي في غزة الذي يعتبر الثاني عشر من نوعه عالمياً، لِيُعالِج فيه بعض الأمراض كالصدفية والأكزيما وصولا للأمراض النفسية.
سمكٌ صغير في أحواضٍ زجاجية متوسطة الحجم، غَمرنا قدمينا داخلها، سرعان ما تجمعت على أطرافها الأسماك، فبدأنا نشعر لعاقها وبدغدغة ووخزِ أسنانها وكأنها تلاعب شيئاً جديداً دخل إلى عالمها المائي.
المدهش أن هذه الدغدغة الناعمة سرعان ما تلاشت وبدأنا الإحساس بالاسترخاء والهدوء النفسي. طريقهٌ علاجية ربما تثير الدهشة عند البعض والاستخفاف عند الآخرين.
ووفق شرح مفصل من د.علاء أبو غالي أخصائي العلاج الطبيعي، الباحث في مجال الطب المُكمل الذي افتتح مركزه العلاجي في مدينه رفح جنوب قطاع غزة ، فإن "المختصين بهذا العلاج حصلوا على نتائج ملموسة بشكل كبير بعد أن يأس المرضى من الطب التقليدي واستخدام العقاقير والأدوية الطبية".
• السمك الطبيب:
يُسمى علمياً Garra Rufa واشتهر باسمه Doctor Fish بمعنى (السمك الطبيب). استجلبه بصعوبة شديدة إلى غزة د. أبو غالي من جنوب شرق آسيا، ويشير إلى أن هذا النوع من السمك مُسالم ليس بالعدواني، من فصيلة نادرة جدا يتراوح طوله مابين 3-6 سنتيمترات، يعيش في المياه العذبة بدرجه حرارة 35-40 درجة مئوية.
ويضيف أبو غالي أن سعر السمكة الواحدة يصل إلى سبع دولارات، وتمتلك مناعة كبيرة عن اسماك الزينة التي تشبها بشكل كبير، وان الفترة الزمنية التي تعيشها تصل إلى ما يقارب السنة، مؤكداً "أنها تتغذى على نوع خاص من الطعام فضلاً على التهام الجلد الميت والفطريات الموجودة على جلد المرضى".
ومن خلال البحث تبين أن هذا السمك اكتشفت طريقه العلاج به بالصدفة البحتة في احد أنهار تركيا وهى موطنه الأصلي. ويكمن سر العلاج وفق د. علاء على لسان تلك الأسماك "فهي تمتص وتنظف المناطق المتضررة من الجلد بلطف ثم تفرز مادة الديترانول المطهرة من شفتيها على الجلد مما يساهم بجعل الجلد أملس وأنعم بعد العلاج ".
• طُريقة مُكملة للطب التقليدي:
يقول د. أبو غالى إن مركزه الذي يُعالِج بالأسماك هو الأول من نوعه في فلسطين. راودته الفكرة منذ سنوات بفعل خبرته الطويلة في مجال العلاج الطبيعي والطب البديل أو "المُكمل".
ويضيف قائلا "من خلال خبرتي لسنوات ونجاحي في علاج أمراض بالوخز بالنحل والتي عجز الطب التقليدي في علاجها وبعد أن ييأس المرضى من الأدوية، اجتَهد دائماً بالبحث والمتابعة في الطب المُكمل".
زاد فضول أبو غالي للتعرف على طبيعة العلاج بالأسماك حين سمع عنها منذ عامين ونصف، فسافر منذ عام مضى لإحدى دول شرق آسيا وهى موطنٌ آخر لهذا النوع من الأسماك، واجتاز دورات خاصة في كيفية التعامل مع هذا النوع من السمك. ويرى أن البحث عن البدائل الطبيعية في الطب المكمل أو البديل "هو الطريق الأصح بعد أن يعجز الطب التقليدي عن علاج المرضى".
يتم فحص كل مريض للتأكد من خلوه من الجروح والقروح والالتهابات المزمنة أو الأمراض المعدية "تحسباً لانتقال العدوى".
• جلسات العلاج:
تنقسم الجلسات إلى نوعين: "للعلاج والاستجمام". الجلسة تتراوح ما بين 20-30 دقيقة. وتختلف الجلسات العلاجية في عددها وفترتها الزمنية. أما جلسات الاستجمام فهي "حسب الرغبة لا تتقيد بعدد جلسات أو بفترة زمنية محددة".
وتبدأ عملية العلاج بوضع قدمي أو يدي المريض في حوض زجاجي مائي يحتوي على سمك "جارا رافا" وأنواع خاصة من الحصى اُستجلبت من موطن الأسماك لحجز فضلاتها وللحفاظ على سلامه السمك من حمض الأمونيا الموجود في الفضلات.
• المرضى المستفيدون:
يشير أبو غالي إلى أن "العلاج يأتي بنتائج ايجابية بشكل مذهل خاصة لمرضى الصدفية والاكزيما والبهاق وآلام المفاصل والصدمات العصبية والنفسية".
ويصاحب الجلسة الاستماع للموسيقى الهادئة التي تساعد المريض على الاسترخاء، فتبدأ الأسماك بالتهام بقايا الجلد الميت أسفل القدمين أو اليدين، وتعمل على تنظيف البشرة من الفطريات والبكتيريا غير المرئية بالعين المجردة المتواجدة ما بين أصابع اليدين أو القدمين.
وعملية التهام الجلد الميت تعمل على تفتيح مسامات الجلد، وهي نوع من أنواع المساج الطبيعي "الميكرو مساج"، وبالتالي تعمل على تنشيط الدورة الدموية. والطريقة الأخيرة وصفها د.علاء "بجلسات الاستجمام والترفيه حسب الرغبة".
• دواعي السلامة:
يسبق جلسة العلاج خطوات لدواعي السلامة، تبدأ بتعقيم وتطهير الأقدام للحفاظ على سلامة المرضى والأسماك.
ويشير أبو غالي إلى أن الأسماك حصلت على شهادات صحية خالية من الأمراض. إلى ذلك يتم فحص كل مريض للتأكد من خلوه من الجروح والقروح والالتهابات المزمنة أو الأمراض المعدية "تحسباً لانتقال العدوى".
ونوه إلى أن مياه الأحواض تُجدد يومياً، وبداخلها جهاز لتوفير الأكسجين وسخان للتعقيم و لتدفئة المياه بالأشعة فوق بنفسجية لقتل أي ميكروبات أو فيروسات داخل الأحواض التي يخصص بعضها للمرضى، وأخرى للترفيه.
ويختتم د. أبو غالي حديثه "يخضع استخدام الحوض ما بين المريض والآخر لإجراءات التعقيم لفترة زمنية تمتد نحو ثلاثين دقيقة".
دويتشه فيليه
طباعة
ارسال