أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ النساءَ اللواتي يتعرَّضن إلى تلوُّث الهواء، الناجم عن حركة المرور في بداية الحمل، يُواجهن زيادةً في خطر ولادة أطفال لديهم أنواع مُعيَّنة من العيوب الخطيرة عند الولادة.
اشتملت الدراسةُ على نساءٍ عِشنَ في منطقة وادي سان جوكوين بكاليفورنيا، لفترة الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل على الأقل. تُعرَف هذه المنطقةُ بأنَّها واحدة من أكثر المناطق تلوُّثاً في الولايات المتَّحدة.
قالت المُعدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة "وجدنا ارتباطاً بين مُلوِّثات مُعيَّنة للهواء مُتعلِّقة بحركة المرور وبين عيوب في الأنبوب العصبيِّ؛ وهي تشوُّهات في الدماغ والعمود الفقري".
ركَّز الباحثون على نوعين من عيوب الأنبوب العصبيِّ: السنسنة المشقوقة، وهي تشوُّه في العمود الفقريِّ؛ وانعِدام الدِّماغ، وهو نقصٌ في تخلُّق الدّماغ أو اختفاء قسم كبير منه.
اشتملت الدراسةُ على 806 من النساء وضعن مواليدَ مصابين بعيوب ولادية بين العام 1997 والعام 2006، وعلى 849 امرأة وضعن أطفالاً سليمين.
• النتائج:
بعد أن أخذ الباحِثون في الاعتبار بعضَ العوامل، مثل العِرق ومستوى التعليم عند الأمَّهات واستخدام الفيتامينات، خلصوا إلى أنَّ النساءَ اللواتي تعرَّضن إلى أعلى مستويات من التلوُّث بأحادي أكسيد الكربون، الناجم عن حركة المرور في بداية الحمل، كُنَّ أكثر ميلاً بمرَّتين تقريباً لولادة أطفال لديهم تشوُّه في العمود الفقريِّ أو نقص في تخلُّق الدماغ، مُقارنةً بالنساء اللواتي تعرَّضن إلى أدنى مستويات من أحادي أكسيد الكربون.
كما ارتبط التعرُّضُ إلى تلوُّث الهواء بأكسيد النتروجين وثنائي أكسيد النتروجين أيضاً بزيادةٍ في خطر العيوب والتشوُّهات الولادية. على سبيل المثال، كانت النساءُ اللواتي تعرَّضن إلى أعلى مستوى من أكسيد النتروجين أكثر ميلاً بثلاث مرَّات تقريباً لولادة أطفال لديهم نقص في تخلُّق الدّماغ، مُقارنةً بالنساء مع أدنى مستوى من التعرُّض إلى أكسيد النتروجين.
وجدت الدراسةُ ارتباطاً بين تلوُّث الهواء الناجم عن حركة المرور وبعض العيوب الولاديَّة الخطيرة، لكنَّها لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.
قال الباحثون: "إذا تمَّ تأكيدُ هذا الارتباط، ستقدِّم دراستُنا وسيلةً نحو تدخُّل مُحتمل للتقليل من العيوب الولادية".
موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي.
طباعة
ارسال