وجدَ بحثٌ جديدٌ أنَّ العلاجَ الطبيعيَّ (المعالجة الفيزيائية) يُضاهي الجراحةَ في تحسين الحركة، وتقليل الألم، عند بعض مرضى التهاب مفصل الركبة وتمزُّق غضروف الركبة.

يُعاني العديدُ من البالغين في منتصف العُمر وأكبر من آلامٍ شديدة في الرُّكبة نتيجة التمزُّق في الغضروف المفصليِّ؛ وهو غضروفٌ ليفيٌّ مهمٌّ ضمن مفصل الركبة، يتعرَّض عادةً إلى الضَّرر عند الأشخاص الذين لديهم التهاب المفاصل والعظام (خشونة المفاصل).

تُجرَى في الولايات المتَّحدة سنوياً أكثر من 450 ألف جراحة تنظير مفصلي لمُعالجة حالات تمزُّق الغضروف المفصليِّ, لكن هناك القليل من البيانات المتوفِّرة من أجل مُساعدة الأطباء على تحديد أيُّهما أفضل لمعالجة المرضى, العلاج الطبيعي أم الجراحة، وذلك وفقاً لباحثين من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن.

وتُبيِّنُ الدراسةُ، التي اشتملت على 351 مريضٍاً تجاوزا الخامسةَ والأربعين من العمر، ولديهم آلام في الركبة وتمزُّق في غضروف الركبة والتهاب مفصل الركبة، أنَّ العلاجَ الطبيعيَّ قد يُعادِلُ الجراحةَ بالنسبة إلى بعض المرضى.

اختار الباحِثون بطريقة عشوائيَّة المرضى للعلاج، إمَّا عن طريق جراحة تنظير المفصل أو العلاج الطبيعيِّ؛ ثمَّ قيَّموا حالاتهم بعدَ 6 و 12 شهراً، ووجدوا أن التحسُّنَ كان كبيراً ومتشابهاً لدى المرضى من المجموعتين معاً.

•    تحسن متشابه:
قال كبيرُ الباحِثين "يُظهر بحثُنا أنَّه لا تُوجد مُعالجةٌ وحيدة هي الأفضل, نظراً إلى أنَّ التحسُّنَ الكبير في الوظيفة والألم كان مُتشابهاً عند المرضى الذين تلقَّوا علاجاً طبيعياً والمرضى الذين خضعوا إلى الجراحة على حدٍّ سواء".

وأضاف "يُمكن طمأنةُ المرضى الذين يرغبون في تجنُّب الجراحة في أنَّ العلاجَ الطبيعيَّ خيارٌ معقول, لكن يجب عليهم إدراك أنَّ العلاجَ الطبيعيَّ وحده لن يُحسِّنَ حالةَ كلِّ المرضى؛ فثلثُ المرضى الذين تلقُّوا علاجاً طبيعياً في هذه الدراسة اختاروا في النهاية الخضوعَ إلى جراحة؛ وحدث هذا غالباً بسبب عدم تحسُّن حالاتهم بالعلاج الطبيعي".

قال أحد الباحثين تعقيباً على نتائج هذه الدراسة "يدعم البحثُ القاعدةَ التي تقول إنَّه إذا كان المريضُ يُعاني من تمزُّق مفصليٍّ تنكُّسيٍّ ناجم عن التهاب المفاصل والعظام بدرجة خفيفة إلى مُعتدِلة, سيكون الخطُّ الأول من المُعالجة هو العلاج الطبيعي عادةً".

"إذا لم يتحسَّن المرضى, يبقى خيارُ جراحة تنظير المفصل مُتاحاً لتحسين أعراض الحالة".


طباعة ارسال