يقول خُبراء إنَّ الأطبَّاء يتجاهلونَ أو يُسيؤون فهمَ ما يريده المرضى من ناحية العلاج عادةً؛ ويُمكن لذلك أن يضرَّ بالمرضى.

يقول مُعدُّو تقريرٍ حديث إنَّ الطبيبَ لا يستطيع وصفَ العلاج الصحيح من دون تفهُّمٍ كامل لما يُفضِّله المريض؛ ومع ذلك, تُشير الأدلَّةُ إلى أنَّه تُوجَد فجوات كبيرة عادةً بين ما يريده المرضى وما يعتقد الأطباء أنَّ المرضى يريدونه.

على سبيل المثال, وجدت دراسةٌ أنَّ الأطباءَ اعتقدوا أنَّ نسبة 70 في المائة من مريضات سرطان الثدي يعتبرن الاحتفاظَ بأثدائهنَّ أولويَّةً لا يعلوها شيء؛ بينما كان النسبةُ الفعلية مُجرَّد 7 في المائة، كما قال ألبرت مولي من مركز دارتماوث لعلم تقديم الرعاية الصحيَّة في هانوفر بولاية نيو هامشير في الولايات المتحدة.

كما وجدت دراسةٌ أخرى أنَّ مرضى الخَرف أظهروا شيئاً لا يُذكر من الاهتمام بالبقاء أحياء مع التدهور الشديد في وظيفة الدماغ، مُقارنةً بما اهتمَّ به الأطباء.

ووجدت دراسةٌ ثالثة أنَّ المرضى قد يُغيِّرون ما يُفضِّلونه لعلاجهم عندما يعلمون بماهية المخاطر والفوائد. على سبيل المثال, تراجعت نسبةُ الرجال الذين يُفضِّلون جراحةَ سرطان البروستات الحميد إلى أقلَّ من 40 في المائة عندما عَلِم هؤلاء المرضى بمخاطر خلل الوظيفة الجنسية.

قال مُعدُّو المقالة إنَّ التحقُّقَ من أنَّ العلاجَ ينسجم مع ما يُفضِّله المريض لا يكون فقط بسؤال المريض عمَّا يرغب به, إنَّمَا يتطلَّب ثلاث خطوات مُحدَّدة.

تتضمَّن المراحل الثلاث: عقليَّة ذات تجرُّد علمي, واستخدام للبيانات من أجل الوصول إلى تشخيص مُؤقّت, وأخيراً إدخال المرضى ضمن فريق صنع القرار ومُناقشة الخيار.

وقال الباحِثون قد يُساعد أيضاً التفهُّم الكامل لما يُفضِّله المريض في إنقاص تكاليف الرعاية الصحيَّة.

ونوَّه الباحِثون إلى أنَّ الدراسات تُظهِر أنَّ المرضى الذين يُشارِكون في اختيار العلاج، ويحصلون على معلومات كافية، يختارون عنايةً أقلَّ تركيزاً عادةً، ويكونون أكثرَ انتباهاً بالنسبة لخضوعهم لإجراءاتٍ كثيرة.

خَلَص الباحثون إلى القول: "من الأمور المُغرية وصعبة المنال في الوقت نفسه أن تكون الأنظمةَ الصحيَّة قادرةٌ على منح المرضى ما يرغبون به وبأقل تكلفة".

طباعة ارسال