تنجم حالات
التهاب الكبد الحموي كلها تقريباً عن واحد من حمات التهاب الكبد النوعية،
ويُشكل التهاب الكبد الناجم عن الحمات الأخرى حوالي 1-2% فقط من كل الحالات
(انظر الجدول 33).
تؤدي كل هذه الحمات لأمراض متشابهة في مظاهرها
السريرية والتشريحية المرضية حيث يكون المريض يرقانياً أو لا أعراضياً.
ولقد لخصنا مظاهر فيروسات التهاب الكبد الرئيسة في (الجدول 34).
الجدول 33: أسباب التهاب الكبد الحموي.
|
·
حمة التهاب الكبد A (HAV).
·
حمة التهاب الكبد D (HDV).
·
حمة التهاب الكبد B (HBV).
·
حمة التهاب الكبد E (HEV).
·
حمة التهاب الكبد C (HCV).
|
·
التهاب الكبد الحموي لا E-A.
·
الحمة المضخمة للخلايا.
·
حمة الحمى الصفراء.
·
حمة إبشتاين-بار.
·
حمة الحلأ البسيط.
|
الجدول 34: مظاهر حمات التهاب الكبد الرئيسة.
|
|
التهاب الكبد A
|
التهاب الكبد B
|
التهاب الكبد C
|
التهاب الكبد
D
|
التهاب الكبد E
|
الحمة:
|
المجموعة:
|
Enterovirus.
|
Hepadna.
|
Flavivirus.
|
Incomplete virus.
|
Calicivirus.
|
الحمض النووي:
|
RNA.
|
DNA.
|
RNA.
|
RNA.
|
RNA.
|
القد (القطر):
|
27 نانو متر.
|
42 نانومتر.
|
30-38 نانومتر.
|
35 نانومتر.
|
27 نانومتر.
|
فترة الحضانة
(أسبوع):
|
2-4.
|
4-20.
|
2-26.
|
6-9.
|
3-8.
|
الانتشار:
|
البراز:
|
نعم.
|
لا.
|
لا.
|
لا.
|
نعم.
|
الدم:
|
غير شائع.
|
نعم
|
نعم.
|
نعم.
|
لا.
|
اللعاب:
|
نعم
|
نعم
|
نعم
|
؟
|
؟
|
الجنسي:
|
غير شائع.
|
نعم.
|
غير شائع.
|
نعم.
|
؟
|
العمودي (من
الأم لولدها):
|
لا.
|
نعم.
|
غير شائع.
|
نعم.
|
لا.
|
الإصابة المزمنة:
|
لا.
|
نعم.
|
نعم.
|
نعم.
|
لا.
|
الوقاية:
|
الفاعلة:
|
لقاح.
|
لقاح.
|
لا.
|
يتوقى منه
بلقاح
|
لا.
|
المنفعلة:
|
الغلوبولين المناعي المصلي.
|
الغلوبولين المفرط المناعة المصلي.
|
لا.
|
التهاب الكبد B.
|
لا.
|
ملاحظة: إن كل سوائل الجسم يحتمل أن تكون خامجة (معدية) رغم أن بعضها
(كالبول مثلاً) أقل إخماجاً.
|
A. المظاهر السريرية:
تسبق الأعراض البادرية تطور اليرقان بعدة أيام إلى أسبوعين. هذه الأعراض هي
المظاهر الشائعة للداء الخمجي الحاد وهي تشمل القشعريرات والصداع والتعب.
قد تكون الأعراض الهضمية مسيطرة ولاسيما القهم والاشمئزاز من السجائر وقد
يصاب المريض بالغثيان والإقياء والإسهال. قد يحدث ألم بطني علوي ثابت وشديد
أحياناً نتيجة تعرض البريتوان للشد فوق الكبد المتضخم.
في البداية تكون العلامات الفيزيائية ضئيلة، ويكون الكبد ممضاً رغم أنه لا
يكون مجسوساً بسهولة، قد تتضخم العقد اللمفاوية الرقبية، وقد تحدث ضخامة
طحالية ولاسيما عند الأطفال. غالباً ما يصاب مرضى التهاب الكبد B بآلام
مفصلية في الطور البادري، وأحياناً تظهر متلازمة داء المصل مع اندفاعات
جلدية (بما فيها الشرى) ويحدث التهاب مفاصل متعددة.
يشير اغمقاق لون البول واصفرار الصلبة إلى بداية ظهور اليرقان، الذي يشتد
حالما يتطور انسداد القنيوات الصفراوية، ويغدو البراز فاتح اللون، ويزداد
اغمقاق البول ويغدو الكبد مجسوساً بسهولة. في هذه المرحلة تتحسن شهية
المريض غالباً وتضعف كثيراً شدة الأعراض الهضمية.
بعد ذلك يتراجع اليرقان ويعود للبول وللبراز لونيهما الطبيعيين، وتتراجع
كذلك الضخامة الكبدية، وخلال 3-6 أسابيع يشفى معظم المرضى. في الحالات
الخفيفة قد يتسرع سير اليرقان ولايتم التعرف عليه إلا من خلال قصة تماس مع
حالة التهاب كبد حموي معروفة أو بترافق أعراض هضمية مبهمة أو التعب مع بيلة
البيلروبين ومع دلائل مخبرية على سوء الوظيفة الكبدية.
B. الاستقصاءات:
تزيد فعالية الخمائر الناقلة للأمين البلازمية عن 400 وحدة/ليتر حتى قبل أن
يظهر اليرقان، وذلك يشكل الشذوذ الأكثر تميزاً. يعكس تركيز البيلروبين
البلازمي شدة اليرقان. نادراً ما تزيد فعالية الفوسفاتاز القلوية البلازمية
عن 250 وحدة/ليتر ما لم تتطور ركودة صفراوية ملحوظة، ويكون تركيز ألبومين
المصل سوياً.
يعد تطاول زمن البروترومبين مؤشراً موثوقاً على الأذية الكبدية الشديدة. إن
بيلة البيلروبين علامة باكرة تظهر في الطور البادري وتستمر خلال طور
النقاهة. قد تظهر بيلة بروتينية خفيفة. يكون تعداد الكريات البيض طبيعياً
أو منخفضاً في الحالات غير المختلطة، وقد يوجد أحياناً كثرة لمفاويات نسبية
التي تعد علامة ذات أهمية جزئية لتمييز هذا المرض عن داء ويل.
يمكن للفحوص المصلية أن تكشف الإصابة بالتهاب الكبد بالحمة A و B و E
والحمة المضخمة للخلايا وحمة إبشتاين - بار ولكنها غير موثوقة في حالة
التهاب الكبد الحاد بالحمة C. لقد ناقشنا التشخيص التفريقي في الصفحة 20.
C. الاختلاطات:
بينما نجد أن العديد من اختلاطات التهاب الكبد الحموي الحاد معروفة (انظر
الجدول 35)، فإن الاختلاطات الخطيرة غير شائعة التواتر في الممارسة.
الجدول 35: اختلاطات التهاب الكبد الحموي الحاد.
|
·
القصور الكبدي الحاد.
·
متلازمة ما بعد التهاب
الكبد.
·
أمراض النسيج الضام.
·
التهاب جلد النهايات
الحطاطي.
·
التشمع (التهاب الكبد C , B).
·
التهاب الكبد الناكس
(سريرياً، كيماوياً).
·
فرط بيلروبين الدم
(متلازمة جلبرت)*.
|
·
القصور الكلوي.
·
التهاب الكبد المزمن.
·
كارسينوما الخلية الكبدية.
·
التهاب الكبد الركودي.
·
فقر دم لا تنسجي.
·
فرفرية هينوخ-شونلاين.
|
* قد تكشف
متلازمة جيلبرت عند المريض الذي أصيب بالتهاب الكبد الحموي لدى متابعته.
|
إن الوفاة نادرة وهي تنجم عادة عن القصور الكبدي
الحاد. إن عودة الأعراض والعلامات الخاصة بالتهاب الكبد الحاد خلال مرحلة
الشفاء تعد مظهراً مميزاً لنكس المرض الذي يحدث عند 5-15% من المرضى.
إن النكس المخبري اللاأعراضي الذي
يترافق مع ارتفاع فعالية الخمائر الناقلة للأمين أكثر شيوعاً. يزول التهاب
الكبد الناكس عفوياً ولا يشير بالضرورة لسوء الإنذار.
قد تتطور ركودة صفراوية في أية
مرحلة من مراحل سير المرض لتؤدي ليرقان أشد ذي نمط انسدادي مخبرياً
وسريرياً. تظهر خزعة الكبد كل مظاهر التهاب الكبد مع ركودة صفراوية مسيطرة
وعدم وجود دلائل على الأذية الكبدية المزمنة. قد يستمر هذا الداء الركودي
لعدة أشهر ولكن يكون إنذاره جيداً.
من الشائع أن يستمر شعور المريض
بالوهن لمدة 2-3 أشهر بعد شفائه سريرياً ومخبرياً. أحياناً ولاسيما عند
المرضى القلقين يحدث تعب وقهم وغثيان وانزعاج مراقي أيمن لفترة طويلة دون
وجود دلائل سريرية أو مخبرية على مرضٍ كبدي، تعرف هذه الظاهرة باسم متلازمة
ما بعد التهاب الكبد.
يمكن للخمج المزمن بحمة التهاب
الكبد B مع أو دون خمج مراكب بالحمة D أن يسبب التهاب كبدٍ مزمناً وتشمعاً،
وقد يسبب الخمج بالحمة C المزمن التهاب كبد مزمن وتشمع. تؤهب هذه الأشكال
من التهابات الكبد المزمنة الحموية لحدوث كارسينوما الخلية الكبدية. قد
يشاهد فرط بيليروبين الدم غير المقترن بعد التهاب الكبد الحموي الحاد
أحياناً، تنجم معظم حالاته عن متلازمة جلبرت المستبطنة.
إن الاختلاطات الجهازية نادرة، وهي
تشمل فقر الدم اللاتنسجي، الذي يحدث بشكل أشيع بعد التهاب الكبد بالحمة لا
A–E وقد لا يظهر إلا بعد مرور سنة على المرض الكبدي. بقية الاختلاطات
ترتبط غالباً بالإصابة بالتهاب الكبد بالحمة B و C وهي تشمل داء النسيج
الضام ولاسيما التهاب الشرايين العديد العقد والأذية الكلوية مثل التهاب
الكبب والكلية. سجل حدوث فرفرية هينوخ شونلاين والتهاب جلد النهايات
الحطاطي عند الأطفال.
D. التدبير العام:
فقط المرضى المتأثرين بشدة هم الذين
يحتاجون للعناية في المشفى، والهدف الرئيسي من ذلك هو الكشف الباكر لتطور
القصور الكبدي الحاد. تعالج المتلازمة التالية لالتهاب الكبد بالتطمين.
ولقد ناقشنا لاحقاً العلاجات النوعية الخاصة بالحمات المختلفة.
1. الحمية:
تعطى للمريض حمية غذائية تحوي 2000-3000 كيلو كالوري يومياً. ولكن في بداية
المرض لا يتحمل المريض هذه الحمية بسبب القهم والغثيان، عندها يمكن
الاستعاضة عنها بعصائر الفواكه والغلوكوز فهي مقبولة أكثر.
تتحدد محتويات الحمية بشكل كبير وفقاً لرغبات المريض مع ضرورة تشجيعه على
تناول وارد بروتيني جيد. إذا كان الإقياء شديداً يستطب تسريب السوائل
الوريدية والغلوكوز.
2. الأدوية:
يجب تجنب الأدوية إن كان ذلك ممكناً ولاسيما في التهاب الكبد الشديد لأن
العديد منها يستقلب في الكبد، هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على المركنات
والمنومات.
يجب تجنب تناول الكحول خلال المرض ولكن يمكن تناوله ثانية بعد حدوث الشفاء السريري والمخبري، كذلك الحال بالنسبة لحبوب منع الحمل.
3. الجراحة:
تحمل الجراحة المجراة للمريض المصاب بالتهاب الكبد الحموي الحاد خطورة
ملحوظة بتطور قصور كبدي تالٍ لها، ولذلك يجب إجراء العمليات الجراحية
المنقذة للحياة فقط في هذه المرحلة.
4. زرع الكبد:
قد يستطب زرع الكبد لتدبير القصور الكبدي الحاد أو المزمن الناجم عن التهاب الكبد الحموي.
5. الإنذار:
يختلف الإنذار باختلاف سبب التهاب الكبد (انظر لاحقاً)، تبلغ النسبة العامة
للمواتة التالية لالتهاب الكبد الحموي الحاد حوالي 0.5% عند المرضى
الأصحاء الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة، ولكنها تصل حتى 3% عند الذين تزيد
أعمارهم عن 60 سنة، وقد ترتفع لنسبة أعلى عند المرضى المصابين بأمراض أخرى
خطيرة مثل الداء الكبدي المزمن أو اللمفوما أو الكارسينوما.
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال