تنتمي حمة التهاب الكبد A (HAV)
إلى زمرة حمات بيكورنا التي بدورها تنتمي لمجموعة الحمات المعوية، ولا
يجرى زرعها إلا لأغراض بحثية علمية بحتة. إن هذه الحمة مخمجة بشدة وتنتشر
بالطريق البرازي – الفموي من المريض المصاب بها أو الحاضن لها.
يطرح الشخص المصاب هذه الحمة في
البراز لمدة 2-3 أسابيع قبل ظهور المرض ولمدة أسبوعين تاليين. يكون معظم
الضحايا من الأطفال حيث يسهل انتشاره بينهم بسبب الازدحام وسوء العناية
الصحية وعادات النظافة.
في بعض الجائحات وجد أن الماء
والحليب والمحار يلعبون دوراً في انتشاره. رغم أن البراز هو المصدر الرئيسي
لانتقاله فإن حدوث حماتمية (وجود الحمات في الدم) عابرة خلال فترة الحضانة
يسمح للخمج بالانتشار بالدم وبالاتصال الجنسي الشاذ ولا سيما عند الرجال.
لا تُشاهد هنا حالة حامل مزمن مشابهة لتلك التي تحدث في حالة التهاب الكبد
B.
1. الاستقصاءات:
اكتشف مستضد واحد فقط عائد للحمة A. يقوم الشخص المصاب بها بتصنيع جسم ضدي
موجه ضد هذا المستضد (anti- HAV) إن هذا الضد مهم في تشخيص الإصابة بهذه
الحمة لأنها توجد في الدم بشكل عابر فقط خلال فترة الحضانة. ويحدث إطراحها
مع البراز فقط لمدة 7-14 يوماً بدءاً من ظهور الأعراض السريرية ولا يمكن
استنباتها بسهولة.
يشير الضد Anti-HAV من النمط IgM لاستجابة مناعية أولية، وهو يظهر في الدم
عند بداية ظهور المرض السريري وهو مشخص للإصابة الحادة بحمة التهاب الكبد
A. تنخفض تراكيزه المصلية إلى مستويات متدنية خلال حوالي 3 أشهر من الشفاء.
لا قيمة تشخيصية للضد من النوع IgG لأن الإصابة بالحمة A شائعة ولأن هذا
الضد يستمر وجوده في المصل لعدة سنوات تالية، ولكن يمكن الاعتماد عليه
لتقصي مدى انتشار هذا المرض. يشير وجوده إلى مناعة الشخص تجاه هذه الحمة.
2. الوقاية:
إن الطريقة الأفضل لمنع انتشار الخمج في المجتمع هي تحسين الحالة
الاجتماعية ولاسيما القضاء على الازدحام وعادات النظافة السيئة. يمكن تأمين
حماية قوية للأشخاص لمنع إصابتهم بهذه الحمة بواسطة التمنيع الفاعل بلقاح
الحمة المعطلة (Havrix).
يجب التفكير بإعطاء هذا اللقاح للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد المزمن
بالحمة B أو C. يمكن تأمين حماية فورية بإعطاء غلوبولين المصل المناعي بعد
التعرض مباشرة للحمة، يمكن التفكير بهذا الإجراء عند الأشخاص ذوي الخطورة
المرتفعة مثل المسنين أو الذين على تماس مع المريض أو المصابين بأمراض كبرى
أخرى أو ربما يضاف لهم النساء الحوامل.
إن غلوبولين المصل المناعي فعال في منع انتشار الوباء بهذه الحمة في
المدارس والحضانات لأن حقن هؤلاء الأشخاص به سيمنع انتشار الحمة الثانوي
إلى عائلاتهم. يمكن تأمين وقاية مثلى للأشخاص الذين يسافرون للمناطق
الموبوءة بواسطة التلقيح، ولكن عندما لا يتوافر متسع من الوقت يمكن إعطاء
اللقاح والغلوبولين المناعي في موضعين مختلفين (يعطيان حقناً) لتأمين وقاية
فورية وأخرى مديدة.
إن التأثير الواقي الذي يتمتع به الغلوبولين المناعي سببه احتواؤه على الضد
الموجه للحمة A، وبالتالي فإن الأشخاص الذين لديهم هذا الضد في دمهم هم
ممنعون طبيعياً.
3. الإنذار:
إن القصور الكبدي الحاد التالي لالتهاب الكبد بالحمة A نادر التواتر، وإن
التهاب الكبد المزمن لا يحدث في هذه الحالة. ولكن إصابة المريض بالحمة A
وهو مصاب أصلاً بالتهاب الكبد المزمن بالحمة B أو C قد تعرضه لمرض خطير أو
حتى مهدد للحياة.
ديفيدسون Davidson's
طباعة
ارسال