ينجم الكلب عن الفيروس الربدي rhabdovirus الذي يخمج النسيج العصبي المركزي والغدد اللعابية عند عدد كبير من الحيوانات الثديية وهو ينتقل عادة باللعاب عند العض أو لعق السحجات أو تماسه مع الأغشية المخاطية السليمة. كثيراً ما يصاب البشر من الكلاب، وفي أوروبا يعتبر الثعلب هو الثديي المضيف.

تختلف فترة الحضانة عند الإنسان من 9 أيام كحد أدنى وحتى عدة شهور لكنها تكون عادة بين 4 و 8 أسابيع إن العضات الشديدة خاصة إذا كانت في الرأس أو العنق تترافق مع فترات حضانة أقصر.

A. المظاهر السريرية:
قد يحدث في البداية حمى مع مذل في مكان العضة. يستمر الطور البادري من 1-10 أيام وخلال هذه الفترة يكون المريض قلقاً بشكل متزايد مما يؤدي إلى رهاب الماء Hydrophobia المميز. ورغم أن المريض يكون عطشاناً فإن محاولات الشرب تحرض تقلصات عنيفة في الحجاب الحاجز وعضلات الشهيق الأخرى.

قد تتطور الهلوسات والتوهمات مترافقة مع البصاق Spitting والعض والهوس مع فترات من الصفاء يكون خلالها المريض قلقاً بشكل واضح. تتطور آفات الأعصاب القحفية كما يتطور فرط الحمى Hyperpyrexia في نهاية المطاف عادة. يحدث الموت خلال أسبوع من بداية الأعراض عادة.

B. الاستقصاءات:
يتم التشخيص أثناء الحياة عادة اعتماداً على المظاهر السريرية لكن تقنيات التألق المناعي السريع يمكن أن تتحرى المستضد في لطاخات كشاطة القرنية أو في خزعات الجلد.

C. التدبير:
إن قلة من المرضى المصابين بالكلب قد بقوا على قيد الحياة، وكلهم تلقوا بعض الوقاية التالية للتعرض واحتاجوا إلى العناية المشددة مع تجهيزات مناسبة للسيطرة على القصور التنفسي والقلبي.

من جهة أخرى فإن المعالجة الملطفة فقط هي الممكنة حالما تظهر الأعراض. يجب تهدئة المريض بشدة بالديازيبام 10 ملغ كل 4-6 ساعات ويضاف له الكلوربرومازين 50-100 ملغ عند الضرورة. يجب إعطاء التغذية والسوائل وريدياً أو عن طريق فغر المعدة Gastrostomy.

D. الوقاية:
إن الوقاية قبل التعرض ضرورية للأشخاص الذين يقتضي عملهم التعامل مع حيوانات قد تكون مخموجة كذلك للأشخاص الذي يتعاملون مع فيروس الكلب في المخابر والأشخاص الذين يعيشون في مناطق معينة متوطنة بالكلب.

تتم الوقاية عن طريق إعطاء جرعتين داخل الأدمة Intradermal بمقدار 0.1 مل من لقاح ذرية الخلية الضعفانية البشرية أو جرعتين عضليتين بمقدار 1 مل تعطيان بفاصل 4 أسابيع يليهما جرعات داعمة سنوية.

1. الوقاية بعد التعرض Post-exposure Prophylaxis:
يجب تنظيف الجروح بشكل جيد ويفضل أن يتم ذلك بمنظف الأمونيوم الرباعي quaternary ammonium detergent أو الصابون، ويجب استئصال النسج المتأذية ويترك الجرح دون خياطة. يمكن الوقاية من الكلب عادة إذا تم البدء بالمعالجة خلال يوم أو يومين من العض. وإن المعالجة المتأخرة قد تبقى ذات فعالية. ومن أجل الحصول على الحماية العظمى لابد من استخدام اللقاح مع المصل مفرط التمنيع.

إن أسلم الأضداد المصلية المضادة للكلب هي الغلوبولين المناعي الإنساني المضاد للكلب، الذي يعطى بجرعة 20 وحدة دولية/كغ من وزن الجسم. حيث يتم رشح Infiltrate نصف الجرعة حول مكان العضة ويعطى النصف الآخر عضلياً في مكان مختلف عن مكان اللقاح. إن جرعة المصل الحيواني مفرط التمنيع هي 40 وحدة دولية/كغ وإن تفاعلات فرط الحساسية بما فيها التأق شائعة الحدوث.

أما اللقاح الأكثر سلامة والخالي من الاختلاطات فهو لقاح ذرية الخلية الضعفانية البشرية Human diploid cell strain vaccine حيث يغطى بجرعة 1مل عضلياً في الأيام 0، 3، 7، 14، 30، 90.
يجب في الدول النامية التي قد لا يكون بالإمكان فيها الحصول على الغلوبولين البشري المضاد للكلب إعطاء 0.1 مل من اللقاح داخل الأدمة في ثمانية مواقع في اليوم الأول مع جرعة داعمة وحيدة باليوم السابع واليوم 28.

يمكن تأجيل بدء المعالجة لمدة تصل إلى 5 أيام، إذا لم تكن المنتجات البشرية متوافرة وكان خطر الكلب خفيفاً (لعق على الجلد أو عضات صغيرة في الذراع المغطى أو الساق المغطاة) وخلال هذه الفترة يتم مراقبة الحيوان العاض أو انتظار نتائج فحص دماغه بدلاً من استخدام اللقاح القديم.

2. السيطرة على الانتشار:
إن الكلب البشري مرض نادر حتى في المناطق الموبوءة لكنه مميت عادة لذلك تبذل جهود كبيرة للحد من انتشاره ومنع دخوله للدول الخالية منه مثل بريطانيا.

طباعة

ارسال