أصدر حماة البيئة في ألمانيا تحذيراً من شأنه قلب النظام المعتاد في استخدام مستحضرات التجميل ومواد النظافة الشخصية في الحمام رأساً على عقب. وتوصلت نتائج دراسة بهذا الشأن إلى أن ثلث هذه المواد تنطوي على مخاطر صحية.
حيث كشفت دراسة ألمانية حديثة أن مواد العناية بالجسم مثل الصابون السائل ومعجون الأسنان والحلاقة أو مستحضرات التجميل مثل أحمر الشفاه تحتوي على مواد كيميائية تؤثر سلباً على النظام الهورموني في جسم الإنسان.
وتنطوي تلك المواد على خطورة بشكل خاص على الحوامل والأطفال. وقال الباحثون "إن بعض العناصر التي تدخل في تصنيع هذه المواد ربما تؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة وتبكير البلوغ وتتسبب في الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان".
وخلال الدراسة قام الباحثون بتحليل عدد هائل من مواد التجميل بحثاً عن 15 مادة كيميائية بعينها يصنفها الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة له على أنها مواد يمكن أن تمثل خطراً هورمونياً.
وهناك مواد كيميائية أخرى تدخل في صناعة صبغات الشعر ومواد العناية بالبشرة وحمايتها. وقال الباحثون إن مثل هذه المواد يمكن أن يكون لها تأثير مشابه على الهورمونات النسائية، مشيرين إلى أن السنوات الماضية شهدت زيادة في الظواهر الشاذة فيما يتعلق بالصحة، وإن هذه الظواهر تدعو للتدبر بشأن هذه المواد الكيماوية.
ومن بين هذه الظواهر تراجع جودة نطف الخصوبة لدى الشباب وتشوه الأعضاء الجنسية لدى الرضع الذكور أو الإصابة بأنواع السرطان التي تعود إلى أسباب هورمونية مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
وتبين للباحثين أن الشركات الرائدة في صناعة مواد التجميل هي الأكثر استخداماً للمواد الضارة هورمونياً وأن هذه المواد تدخل في صناعة نحو نصف منتجاتها حسبما أوضح المشرف على الدراسة.
وكانت المواد الحافظة هي الأكثر استخداماً من بين هذه المواد الضارة. غير أن الخبير الألماني في علم السموم، توماس بلاتسيك، حذر من تعميم الاتهامات الموجهة إلى عدد من هذه المواد، وقال إنه تبين أن بعض هذه المواد آمنة وأنها تستخدم أيضاً في المواد الغذائية في حين أن مواد أخرى لا تزال مثار جدل حيث تستخدمها دول أوروبية وتحظرها أخرى.
وأوضح بلاتسيك أن جسم الإنسان معتاد على التعامل مع المواد الفعالة هورمونياً وأن فول الصويا والحليب يحتوي أيضاً على مواد ذات تأثير هورموني، وقال إن المواد الحافظة ذات التأثير الهورموني هي الأكثر استخداماً في مواد التجميل.
دويتشه فيلله
طباعة
ارسال