آلام أسفل الظهر تعتبر من أمراض العصر الحديث التي صاحبت ظهور الكمبيوتر والديجيتال وما إلى ذلك، إنها ضريبة من ضرائب التقدم التكنولوجي، خاصة أن المصابين يقضون ساعات طويلة جالسين بأوضاع خاطئة أمام الكمبيوتر مثلًا، وهو ما يؤدي إلى ازدياد هذه الآلام، وتبدأ معها رحلة المعاناة.
وتعتبر اللياقة البدنية الضعيفة وزيادة الوزن أحد أهم مسببات هذا المرض العصري، وتلعب الحالة النفسية والتقدم بالعمر والتدخين دورًا كبيرًا في الإصابة بهذا المرض، والذي يعوق ممارسة الإنسان أنشطته الاجتماعية ويؤثر على أدائه في العمل، ولعل أهم أضرار هذه الآلام على الاقتصاد هو تغيب العاملين من عملهم، وكذلك انخفاض كفاءة الموظف الذي يتعرض لهذه المشكلة.
في البلدان المتقدمة ولأسباب صحية واجتماعية واقتصادية أيضًا تم تأسيس مدارس متخصصة بالتوعية الصحية للوقاية من آلام الظهر أولًا ولعلاجها التأهيلي أيضاً، الذي لا يقتصر فقط على الطبيب المختص بالأمراض العظيمة والمفاصل وإنما يتم بمساعدة المعالج الفيزيائي والطبيب المختص بالأمراض النفسية، إضافة إلى خبير بشؤون العمل يتجلى دوره في مساعدة المريض على اختيار العمل المناسب للمحافظة على صحة الظهر وسلامته.
وإذا ما راقب كل منا كيفية جلوسه على المكتب أو طريقة استلقائه في السرير أو غير ذلك لوجد أن الظهر يكون بوضعيات خاطئة، ومثل هذه الوضعيات إذا ما استمرت لفترات طويلة تؤدي لتفاقم المشكلة وحدوث آلام الظهر المبرحة.
ومن المعروف بأن طريقة الجلوس الصحيحة على كرسي المكتب يجب أن يراعى فيها العديد من الشروط، منها:
• الجلوس بوضعية الاستقامة للظهر، ولهذا ينبغي اختيار كرسي مناسب للمكتب، وأن يكون مسنده قاسياً قليلًا.
• أما عن الركبتين فيجب أن تكونا أعلى من مستوى الوركين مع المحافظة طبعاً على بقاء القدمين مسطحتين.
• يجب أن تكون شاشة الجهاز بعيدة بمقدار يعادل طول اليد على الأقل، وكذلك الحال بالنسبة للوحة المفاتيح والفأرة المتحركة التي يجب ألا يشكل استخدام أي منها أي جهد مهما كان ضئيلًا.
ومن النصائح المهمة التي ينبغي أن نوليها اهتمامنا أيضاً:
• عدم العمل لساعات طويلة ومتواصلة، إذ ينصح بأخذ فترة قصيرة من الراحة بعد كل ساعتين من العمل المتواصل، وأثناء الراحة يمكن القيام ببعض الحركات الخفيفة لتجنب حدوث التشنج في العضلات.
• إن التخلص من الوزن الزائد يعتبر من العوامل التي تساعد على الوقاية من آلام الظهر، والتخلص من الوزن الزائد يقتضي القيام ببعض التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كل أشكال قلة الحركة، فعلى سبيل المثال يمكن استعمال الدرج العادي بدلًا من المصعد عند الانتقال إلى طابق قريب، أو المشي لمسافة قصيرة بدلًا من استعمال السيارة، والاستغناء عن جهاز التحكم عن بعد.
• من الأخطاء الشائعة التي يمارسها الكثير من الموظفين وضع سماعة الهاتف بين الرأس وأعلى الكتف حين الانشغال بعمل ما، أو اتخاذ وضعية خاطئة للعمود الفقري والجسم عند الجلوس في قاعة الاجتماعات أو في مكان ما، أو أثناء قيادة السيارة، ومثل هذه الوضعيات تساهم بشكل تدريجي في تفاقم الإصابة بآلام الظهر.
وأخيراً... يتطلب علاج مشكلة ألم الظهر الكثير من الوقت والجهد والمال، وكثيراً ما تعكر صفو مزاج الإنسان، ولهذا فإنه من المهم جداً تفادي هذه المشكلة باتباع الإرشادات الوقائية التي تجنبك المضاعفات العديدة التي تنجم عن آلام الظهر الجسدية منها والنفسية والاقتصادية.
العرب أونلاين
طباعة
ارسال