السكري مرض شائع يصيب ملايين الأشخاص كل سنة، وإذا لم يعالج السكري فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العمى وبتر الأطراف وحتى الموت.
ولكن إذا تم اتباع توصيات الطبيب وعولج السكري على نحوٍ فعَّال، يمكن للأشخاص المصابين بداء السكَّري التَّقليلُ من خطر هذه المضاعفات، والحدُّ من الأعراض اليومية، حيث يعيشُ كثيرٌ من الناس المصابين بداء السكَّري حياةً صحِّية ونشيطة مثل الأصحَّاء.
قبل أن يصاب الأشخاص بالسكري يصابون بالمرحلة التي تسبق السكري في أغلب الأحيان. لحسن الحظ، قد يستطيع الأصحاء والمصابون بالمرحلة التي تسبق السكري تفادي الإصابة بالنمط الثاني من السكري أو تأخيرها.
كيف يحدث السكري؟
يوجد الغلوكوز (السكَّرُ) في الأطعمة النشوية، مثل المعكرونة والخبز والأرز والبطاطا، وفي الفواكه والأطعمة الحلوة.
عندما نأكل الطعامَ الذي يحتوي على الغلوكوز، يساعد هرمونُ الأنسولين (الذي تفرزه البنكرياس) على نَقلِه من الدم إلى الخلايا، حيث يجري تحطيمُه لإنتاج الطاقة.
ولكن عندما لا يُصنِّع الجسمُ ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا يعمل الأنسولين بشكل صحيح، تتوقَّف هذه العمليةُ، ويتراكم السكَّر في الدم. وهذا هو مرضُ السكَّري.
ما هي أنواع السكَّري؟
● النوع الأوَّل: في هذا النوع، لا يستطيع الجسمُ إنتاجَ الأنسولين إطلاقاً. ويحدث هذا النوعُ عادةً قبل سنِّ الأربعين، ويُمثِّل حوالي 10٪ فقط من جميع الحالات. وهو الشكلُ الأكثر شيوعاً من داء السكَّري في مرحلة الطفولة.
● النَّوع الثاني: هو النوعُ الذي لا يُنتِج فيه الجسمُ كمِّيةً كافية من الأنسولين، أو يكون الجسم مقاوماً للأنسولين بحيث لا يعمل بشكلٍ صحيح. إنَّه الشكلُ الأكثر شيوعاً من داء السكَّري، حيث يمثِّل حوالي 90٪ من الحالات. ويرتبط في كثيرٍ من الأحيان مع زيادة الوزن.
ما هي أسباب السكري؟
الأسباب الرئيسية لمرض السكري من النوع الثاني (وهو النوع الأكثر شيوعاً):
- الغذاء غير الصحي.
- الوزن المفرط.
- قلة الحركة.
ولا يتوقع الخبراء أن تتم السيطرة على هذا المرض الشعبي بسرعة، بل على العكس من ذلك "سيزداد انتشارا إذا أخذنا في الحسبان عدد الأطفال الذين ينشؤون على تناول الوجبات السريعة دون أن يتحركوا كثيراً".
كيف يتم تشخيص السكري؟
بعد تحليل سكر الدم يمكن تشخيص السكري إذا كان:
- غلوكوز الدم على الريق > 125 مغ/دل.
-غلوكوز الدم العشوائي > 200 مغ/دل.
ما هي أعراضُ السكَّري؟
- زيادة العطش وشرب الكثير من السوائل.
- كثرة التبوُّل.
- الشعور بالتعب من دون سبب واضح.
- نقص الوزن.
- الحكَّة التناسلية أو كثرة التعرُّض للعدوى الطُّفيلية والفطرية.
- بطء شفاء الجروح.
- تشوُّش الرؤية.
في مرض السكَّري من النوع الأوَّل، تظهر الأعراضُ عادةً خلال أسابيع قليلة، ولكن سرعان ما تصبح واضحةً جداً.
أمَّا في النوع الثاني، فيمكن للأعراض أن تظهرَ ببطء كبير، على فترة أشهر. ويكون لدى بعض المصابين أعراضٌ خفيفة جداً، بحيث يعتقدون أنَّها لأسباب أخرى. وربَّما لا توجد أعراض على الإطلاق لدى عددٍ قليل من الناس.
ما أهم وسائل الوقاية؟
1. ممارسة الرياضة.
2. المحافظة على وزن مناسب.
أظهرت الدراسات أن ممارسة نشاط جسدي معتدل مدة ثلاثين دقيقة فقط، بالإضافة إلى تخفيض الوزن بنسبة خمسة إلى عشرة بالمئة كفيل بخفض نسبة الإصابة بالداء السكري إلى النصف على الأقل.
3. الطعام الصحي:
ـ تناول الفواكه والخضراوات.
ـ تناول الأغذية التي تحتوي على الألياف، والحبوب الكاملة (خبز النخالة).
ـ تناول اللحم الأبيض (سمك ـ دجاج) عوضاً عن اللحم الأحمر قدر الإمكان.
ـ يفضل دائماً في الطهي (السلق والشوي) عوضاً عن (القلي).
ـ الابتعاد عن استخدام السمنة والزيوت المهدرجة (كلما كان الزيت صافياً وبلا لون يعني أنه مكرر فلا تشتريه).
ـ شرب الحليب ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
ـ تقليل كمية الملح في الطعام.
ـ الابتعاد عن المشروبات الغازية.
ـ الابتعاد عن الوجبات السريعة.
ـ الابتعاد عن الأطعمة المعلبة أو المحفوظة في مغلفات.
ـ الإقلال من تناول الحلويات والمشروبات المحلاة.
كيف تتم معالجةُ داء السكَّري؟
الهدفُ من أيِّ علاج لمرض السكَّري هو الحفاظ على مستويات السكَّر في الدم ضمنَ المجال الطبيعي قدرَ الإمكان.
يحتاج مرضى السكَّري إلى فهم كيفية تأثير الطعام والنشاط البدني في مستوى السكَّر في الدم.
بما أنَّ المصابين بداء السكَّري من النوع الأوَّل لا يمكن أن ينتجوا الأنسولين إطلاقاً، لذلك يجب عليهم حقن الأنسولين في أجسامهم بانتظام بقيةَ حياتهم. والطريقةُ الأكثر شيوعاً للقيام بذلك هي حقن الأنسولين يومياً بأنفسهم. ويمكن تعليمُ المرضى حقنَ أنفسهم. وبدلاً من ذلك، يستطيع بعضُ المرضى استخدامَ مضخَّة الأنسولين، وهي جهازٌ بحجم علبة الورق، يُرسِل الأنسولينَ في الجسم من خِلال أنبوب رفيع.
في السكَّري من النوع الثاني، يمكن لتغيير النظام الغِذائي إلى شكل صحِّي، وتعديل أسلوب الحياة إلى الشكل النشيط، أن يحقِّقَا السيطرةَ على الحالة في كثيرٍ من الأحيان، من دون الحاجة إلى مزيد من العلاج.
ولكنَّ معظمَ المصابين بداء السكَّري من النوع الثاني يحتاجون في نهاية المطاف إلى تناول بعض الأدوية عن طريق الفم (أقراص)، كما يحتاج بعضهم الآخر إلى حقن الأنسولين.
وقد يحتاج مرضى السكَّري أيضاً إلى تناول أدوية للحدِّ من خطر حُدوث مضاعفاتٍ صحِّية؛ فعلى سبيل المثال، يتناول العديدُ منهم أقراصاً لخفض ضغط الدم؛ كما يستعمل بعضُهم الآخر أدوية الستاتين statins لخفض الكولستيرول في الدم، أو جرعاتٍ منخفضة من الأسبرين للمساعدة على الوقاية من السكتة الدماغية.
طباعة
ارسال